امراض القلوب الشرك بالله

أن شاء الله هنبدء النهاردة بشرح أول مرض من أمراض القلوب
مرض الشرك بالله
تعريف الشرك
هو من أعتقد بقلبة ان مع الله اله أخر أو أى شخص يمكن أن يضرة أوينفعه
دليل الشرك
أن الله لا يشرك بيه ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وذلك يوجب أن تكون العبادة كلها له وحدة والتعظيم والاجلال والخشيةوالتوكل والتوبه والاستعانة وغاية الحب مع غاية الظل
باب الشرك من لبس الحلقة والخيط ونحوها لرفع البلاء
لقوله تعالى { فا أفرءيتم ما تدعون من دون الله ان أرادنى الله بضر هل هن كاشفات ضرة أو أردنى برحمة هل هن ممسكات رحمتة قل حسبى الله علية يتوكل المتوكلون}
باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
قال تعالى { أفرأيتم اللات ومناة الثلاثة الآخرى } وكانت اللات لثقيف والعزى لقريش وبنى كنانة ومناة لبنى هلال وقال ابن هشام كانت لهذيل وخزاعة .
باب ما جاء فى الذبح لغير الله
قال تعالى { قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين }
باب لا يذبج لله بمكان يذبح فيه لغير الله
أشار رحمة الله تعالى الى ما كان الناس يفعلونة فى نجد قبل دعوتهم الى التوحيد من ذبحهم للجن لطلب الشفاء لمرضاهم ويتخذون للذبح مكانا مخصوصا فى دورهم .
باب النذر لغير الله تعالى
قال تعالى{ ويوفون بالنذر ويخافون يوما كان شرة مستطيرا } فيكون النذر لغير الله تعالى شركا فى العبادة.
باب من الشرك والاستعاذة بغير الله
وهى الاستعاذة والالتجاء والاعتصام بجنابة من شركل ذى شر والعياذ يكون لدفع الشر واللياذ لطلب الخيرفمن صرف شيئا من هذة العبادات لغير الله جعله الله شريكا لله فى عبادتة ونازع الرب فى الهيته كما ان من صلى لله وصلى لغيرة يكون عابدا لغير الله.
اللهم أنى أعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمة ونستغفرك من مالا نعلمة
من مات وهو يدعو من دون الله فهو مخلد فى النار
عفانا الله وأياكم من الشرك ونستكمل أن شاء الله مع ثانى أمراض القلوب وهو مرض الشرك الاصغر { الرياااااااااااااااااااء}

المرض الثانى الرررررررررررررياء

المرض الثانى الرياء
الرياء من أخطر الآمراض اللى ما رحم ربى فالرياء مشتق من الرؤية والسمعة مشتقة من السماع فالمرائى يرى الناس ما يطلب به الخطوة عندهم .
وقد ورد ذم الرياء فى الكتاب والسنة.
قال تعالى { ويل للمصلين الذذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون } الماعون
قال تعالى { فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احد} الكهف
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من عمل عملا أشرك فيه غيرى فهو للذى أشرك وانا منه برىء}
فى حديث أخر { أن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الاصغر قالوا يا رسول الله وما الشرك الاصغر قال الرياء }

الرياء فى الدين وأنواعه
1- أن يكون من جهة البدن باظهار النحول والاصفار ليريهم بذلك شدة الاجتهاد وغلبة خوف الآخرة.
2- الرياء من جهة الزى كالاطراق حاله المشى وابقاء أثر السجودعلى الوجة.
3- فئة أخرى يطلبون القبول عند أهل الصلاح وعند أهل الدنيا من الملوك والامراء .
4-الرياء بالقول ورياء أهل الدين بالوعظ والتذكير .
5-الرياء بالعمل كمراة المصلى بطول القيام وتطويل الركوع والسجود.
6- المراءة بالاصحاب والزائرين كالذى يتكلف أن يستزير عالما أو عابد ليقال زارة فلانا من أهل الدين.
درجات الرياء
1- الرياء أشد من بعض لانه درجات أشدها واغلظها أن لا يكون مرادة بالعبادة الثواب أصلا كالذى يصلى بين الناس ولو انفرد لم يصل
2- أن يقصد الثواب مع الرياء وقصدضعيفا بحيث لو كان خاليا لم يفعل والاثنين ممقوتين عند الله تعالى
3-أن يكون قصد الرياء وقصد الثواب متساويين بحيث لو انفرد كل واحد منهما عن الاخر لم يبعثه على العمل فهذا ما أفسد مثل ما أصلح ولا يسلم من الآثم
بيان الرياء الخفى
الرياء الخفى هو أخفى من دبيب النمل وهو الذى يبعث على العمل ويحمل عليه وأخفى منه قليلا رياء لا يبعث على العمل بمجرد انه العمل الذى يريد به وجه الله تعالى كالذى يعتاد التهجد كل ليله ويثقل عليه فاذا نزل عليه ضيف نشط له وسهل علية
والرياء أنواع خفى وجلى
فصل فى دواء الرياء ومعالجتة
قد عرف أن الرياء محبط للاعمال وسبب لمقت الله تعالى وانه من المهلكات ومن هذا حاله فجدير بالتشمير عن ساق الجد فى ازالته وفى معالجتة.
1- قلع عروقه واصوله التى منها انشعابه.
2- دفع ما يخطر منه فى الحال واعلم أن الرياء هو حب الجاة والمنزله وهو حب لذة الحمد والفرار من الم الذم والطمع مما فى ايدى الناس
فأعلم أن من اسرار الاعمال فائدة الاخلاص والنجاة من الرياء وفائدة الاقتداء وترغيب الناس فى الخير

اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه

المرض الثالت ألأنفه من المسكنه لله


المرض الثالث : الأنفه من المسكنه لله
القلب الذى يلجأ الى الخلق لقضاء حوائجة وقد يتذلل ويتودد اليهم للحصول مقصودة ثم تراه يأنف من التذلل والمسكنة لله هذا بلا شك قلب مريض لان شرط صحة العبادة أن تكون قائمة على محبة الله تعالى والذل له وخوفه ورجائة
قال تعالى { أولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيله أيهم أقرب يرجون رحمتة ويخافون عذابه} الاسراء 57
وقال سبحانة عن أنبيائة{ أنهم كلنوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين } الانبياء 90
وقوله سبحانة وتعالى { قل أن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم } ال عمران 31
فالعبد الذى أهمل الذل والمسكنه وأظهار الافتقار الى الله تعالى ودعائة بأسماؤة الحسنى وصفاتة العلى فقد أغلق على نفسه بابا من أعظم أبواب الخير فالمعونة من الملك تنزل على العبد على قد ذله وانكسارة وتوددة ورغبتة ورهبتة.
قال تعالى { لقد نصركم الله ببدرا وأنتم أذله} ال عمران123
فقد تظاهرات الرويات أن الملائكة حضرت يوم بدر وقاتلت وكان النصر للمؤمنين ومن أهم أسباب النصر أستغاثة النبى صلى الله علية وسلم ربه ودعاءة وذله لله كما جاء فى الحديث الذى أخرجة مسلم فى صحيحة وفيه عمر بن الخطاب قال لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله علية وسلم الى المشركين وهم ألأف وأصحابة ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا فاستقبل النبى صلى الله علية وسلم القبله ثم مد يدة يهتف بربه { اللهم أنجز لى ما وعدتنى اللهم أتنى ما وعدتنى اللهم أن تهلك هذة العصابه من أهل الأسلام لا تعبد فى الارض.


اللهم طهر قلوبنا من الذل أو المسكنة لغيرك ياأرحم الراحمين واجعلنا كما تحب وترضى اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا سبحانك ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

المرض الرابع حب التفاخر والمباهاة بالدنيا

قال تعالى { إن الله لا يحب كل مختال فخور} لقمان 18
قال مجاهد : يعنى ما أعطى وهو لايشكر الله تعالى ويفخر على الناس بما أعطاة الله من نعمة وهو قليل الشكر
قال رسول الله صلى الله علية وسلم : أربع من أمتى من أمر الجاهليه لا يتركوهن
1-الفخر فى الاحساب
2 - الطعن فى الانساب
3- الاستسقاء بالنجوم
4- النياحة على الميت
فان الفخر والمباهاة بالدنيا من أمور الجاهليه المذمومة تجد صاحب القلب المريض يبذل الجهد ويضيع الوقت وينفق المال الكثير من أجل أقتناء السيارات والملابس الفاخرة.
فيدخل على القلب العجبب والكبر ويظهر على البدن الخيلاء وينطلق اللسان بالكلمات الداله على الفخر والكبر ويزداد المرض كلما طلبت النفس الرفعة.
ولكن يوجد من يملك كل هذة الاشياء ولكن لا تؤثر فى قلبة لانة مشغول بالله فتبقى الدنيا فى يدة لا تسكن قلبه وعلاماته اذا فقد شىء لا يحزن عليه حزنا يجعله يسخط على أقدار الله ولا يفرح فرحا يجعله يبغى ويطغى ويعصى الله بما أنعم عليه .
قال ابن القيم
{ لا تغرهم دنيا لانهم علموا أنها لعب تلعب بها الابدان ولهو تلهو بها النفوس وتركوها لاهلها وتدبروا قول الله تعالى { اعلموا انما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر فى الاموال والاولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباتة ثم يهيج فتراة مصفرا ثم يكون حطاما} الحديد 20
فلو باشر قلب العبد حقيقه الدنيا ومالها ومصيرها لأبغضها نفسه ولأثرت عليها الآخرة التى خيرا وأبقى

اللهم انى أسالك العافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى اللهم استر عوراتى وامن روعاتى اللهم احفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى

المرض الخامس الخيانة

قال تعالى{ يا أيها الذين أمنوالا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } الأنفال 27
قال ابن العباس الآمانات هى الأعمال التى أئتمن عليها العباد يعنى الفرائض يقول تنقضوها.
وقال تعالى { أن الله لا يهدى كيد الخائنيين } يوسف 52
أآ لا يرشد كيد من خان أمانتة يعنى أن يفتضح فى العاقبه بالحرمان من الهدايه
وفى الصحيحين أن الرسول صلى الله علية وسلم قال{ ايه المنافق ثلاثه اذاحدث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمن خان }
وقال رسول الله{ اياكم والخيانة فانها بئست البطانه }
فالخيانة شىء قبيح وبعضها أشر من بعض وليس من خانك فى فلس كمن خانك فى أهلك
ومن صور الخيانة أكل اموال الناس بالباطل وافشاء سر الصديق ومنها ضياع العبادات من صلاة وصوم وحج وصدقه .
تنبيه
قال الله تعالى { ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتهما فلم يغنيا عنهما من الله من شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين } التحريم10
فقال الحافظ ابن كثير
ليس المراد بخانتهما فى فاحشة بل نساء الآنبياء معصومات من الوقوع فى الفاحشة لحرمة الانبياء
وقال عدد من أهل العلم كانت خيانتهما فى الايمان وابشع الخيانات الخيانة فى العقيدة والايمان فكانت امراءة نوح تخبر الجبابرة اذا امن احدا من نوح واماما امراءة لوط اذا ضاف احد اخبرت عليه أهل المدينة مما يعملون السوء .

اللهم انى أسالك العافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى اللهم استر عوراتى وامن روعاتى اللهم احفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى

المرض السادس هو الحسد

التحقيق أن الحسد هو البغض والكراهيه لما يراة من حسن حال المحسود وهو نوعان
1- كراهيه للنعمه علية مطلقا وهو الحسد المذموم
2- أن يكرة فضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون أحسن منه فهذا حسد ويسمونه الغبطة وقد سماة الرسول صلى الله علية وسلم حسدا فى الحديث المتفق عليه من حديث ابن مسعود رضى الله عنة أنه قال { لا حسد الا فى اثنين : رجل اتاة الله مالآ فسلط على هلكتة فى الحق ورجل اتاة الله الحكمة فهو يقضى بها ويعلمها .
وهناك من أحب أن ينعم الله علية مع عدم الالتفاتة الى أحوال الناس فهذا ليس عندة حسدولهذا تبتلى غالب الناس بهذاويسمى التنافس فيتنافس الاثنان فى الامر وهذا ليس مذموما بل محمود فى الخير وقال تعالى
{ على الارائك ينظرون تعرف فى وجوههم نضرة النعيم يسقون من رحيق مختوم ختامة مسك فى ذلك فليتنافس المتنافسون } المطففين 22:26
ويوجد بين أهل العلم الذين لهم اتباع من الحسد مالا يوجد فيمن ليس كذلك وكذلك فيمن له اتباع بسب انفاق ماله كما ثبت فى الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمرنا رسول الله أن نتصدق فوافق ذلك مالا عندى فقلت اليوم أسبق أبا بكر ان سبقته يوما فجئت بنصف مالى فقال رسول الله ما أبقيت لاهلك قال مثله قال ووأتى أبو بكر رضى الله عنه بكل ما عندة فقال رسول الله ما ابقيت لأهلك قال أبقيت لهم الله ورسوله فقلت لا أسابقك الى شىء أبدا.
وكذلك موسى علية السلام فى حديث الاسراء والمعراج حصل له منافسة وغبطة للنبى صلى الله عليه وسلم حتى بكى لما تجاوزة النبى صلى الله عليه وسلم فقيل له ما يبكيك فقال لآن غلاما بعث من بعدى يدخل الجنة من أمته أكثر من أمتى . اخرجة الصحيحان
أضرار الحسد على الحاسد فى الاخرة
1-الحاسد معترض على أقدار الله
اذا علم الحاسد أنه بحسدة لآخية المسلم انما يترض على قدر الله فهو سبحانة الذى قدر المقادير وخلق كل شىء بقدر لقوله تعالى { أنا كل شىء خلقناة بقدر}
وكما قال نبينا الكريم صلى الله علية وسلم{ كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والارض بخمسين ألف سنه}
2- الحاسد متشبه بالمشركين
واذا علم الحاسد أنه متشبه بالمشركين والمنافقين فى تمنيهم زوال النعمه والشر للمسلمين ولو علم المسلم انه منهى عن التشبه بالمشركين فى معتقداتهم لترك الحسد وقال تعالى{ أن تمسكم حسنة تسؤهم وأن تصبكم سيئة يفرحوا بها}ال عمران 120
3- الحاسد جندى من جنود ابليس
اذا علم الحاسد بانه بحسدة لاخوة المؤمن يكون جندا لابليس لكف عن الحسد فمن ذا الذى يريد ان يكون جندى لابليس اللعين وعدوا لله رب العالمين معترضا على قدرة وشرعه مسخطا له مرضيا لآوليائة الشياطين
4- الحاسد مفارق للمؤمنين
لو علم الحاسد انه بحسدة للمؤمنين يفارقهم فى حبهم للخير بعضهم لبعض كما قال تعالى { رحماء بينهم} الفتح 29 وانه بمفارقتهم فى الدنيا يفارقهم فى الاخرة فمن أحب قوما حشر معهم
5- الحاسد معذب فى الاخرة
اذا على الحاسد ما سيحل به من عذاب الآخرة ومن عقاب عظيم من جزاء ماتقدم لانزجر ولا نكف عن حسدة للناس واستغفر ربه كل ما اقترفه على نفسه وجرة على المسلمين
6- حسنات الحاسد تذهب للمحسود
أيها الحاسد ان المحسود ينتفع بحسدك له فى الاخرة فهو مظلوم منك فيأخذ من ديوان حسناتك ويضم الى ديوان حسناتة ولاسيما اذا أخرجت الحسد الى القول والفعل بالغيبة والقدح فيه وهتك سترة فهى هدايا تهدى اليه وأنت لا تشعر .

سوء الظن هو مدخل من مداخل الشيطان ليفسد قلب العبد ويمرضة بظن الشر بالمسلمين فقد نهى الله ورسوله عن الظن
قال تعالى{ يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن أثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخية ميتا فكرهتموة وأتقوا الله أن الله تواب رحيم } الحجرات 12
وقال القرطبى وثبت فى الصحيحين عن أبى هريرة عن النبى صلى الله علية وسلم قال { أياكم والظن فأن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله أخوانا }
وقال العلماء أن الظن فى الايه هو التهمة ومحل التحذير والنهى وانما هى تهمة لا سبب لها يوجبها كمن يتهم بالفاحشة أو شرب الخمر ولم يظهر عليه ما يقتضى ذلك ودليل كون الظن بمعنى التهمة ويريد التجسس ويبحث ويتبصر ويستمع لتحقيق ما وقع له من تلك التهمة فنهى الرسول صلى اللهعلية وسلم عن ذلك وأن شئت قلت والذى يميز الظنون التى يجب اجتنابها عما سواها وأن كل ما لم تعرف له أمارة سليمة وسبب واضح وظاهر كان حراما واجب الاجتناب والاصح ممن شوهد منه ذلك فعليك بالستر و الاصلاح وعدم المجاهرة بالخبائث .
قال أحد العلماء
الظن خواطر فى القلب ربما لايستطيع الانسان دفعها فيجب عليها أن يدفعها بظن الخير فان لم يستطع فعليه الانشغال بعيوبه وخفايا ذنوبه لينشغل بها عن عيوب الناس فان لم يستطع أن يدفع الظن السيىء فعليه الا يتكلم به أو يبحث عن تحقيقة وبذلك يسلم من الاثم لقول الرسول صلىالله عليه وسلم قال { ان الله تجاوز لأمتى ما حدثت به أنفسها مالم يتكلموا أو يعلموا به .

عفانا واياكم سوء الظن اللهم تجاوز عنا خطايانا وزلتنا وأرحمنا يارحمن أنك بعبادك رؤوف رحيم

احتقار المسلم لاخية المسلم من أعظم الذنوب وقد نهى الله تعالى عن السخرية التى هى احتقار المسلمين والاستهزاء بهم
قال تعالى { يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون } الحجرات 11
قال العلامة القاسمى
قال أبو السعود فان مناط الخيرية فى الفريقين ليس ما يظهر من الصور والاشكال والاوضاع والاطوار التى يدور عليها أمر السخرية غالبا بل انما الامور الكامنة فى القلوب فلا يجترىء أحد على احتقار أحدله من الخيرية عند الله سبحانة وتعالى فيظلم نفسة
وقال الطبرى
أن الله عم بنهى المؤمنين أن يسخروا من بعض فلا يحل لمؤمن أن يسخر من مؤمن أو يحقرة لذنب ارتكبة أو زله أو لهفوة
قال رسول الله صلى الله علية وسلم
{ المسلم أخو المسلم لايظلمة ولا يخذله ولا يحقرة التقوى ها هنا ويشير الى صدرة ثلاثا يحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاة المسلم }
كما أنه لا يجوز تحقير المسلم للابتلاء أصابه فى بدنة أو لنقص عندة فى أمر من أمور الدنيا وكذلك لا يجوز تحقير المسلم لتفريطة فى أمر من أمور الدين فلا يعلم أحد قدرة عند الله ولا يعلم أحد هل تقبل الله عمله أم لا فلا يغتر أحدكم بأحد فلا أحد يدرى بما سيختم له والأعمال بالخواتيم

احتقار الذنوب
يجب على المسلم العاقل أن يعلم صفات الاله الذى يعبدة ويتقرب اليه فلابد أن تعلم أنك تعبد الها عليما خبيرا رقيبا مهيمنا قيوما يعلم السر وأخفى مالك الملك الجبار سبحانه وتعالى عزوجل
فاذا علم العبد من الله استعظم جميع الذنوب وقد قال أحد الحكماء لا تنظر الى صغر المعصيه بل انظر الى عظمة من عصيت .
قال تعالى { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرة ومن يعمل مثقال ذرة شرا يرة } الزلزاله
وقال السعدى فى هذة الاية ترغيب فى فعل الخير ولو قليل والترهيب من فعل الشر ولو حقير .
وعن أنس رضى الله عنه قال { أنكم لتعملون أعمالا هى أدق فى أعينكم من الشعر ان كنا لنعدها على عهد النبى صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال أبو عبد الله يعنى المهلكات .
وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله علية وسلم قال { أياكم ومحقرات الذنوب فانما مثل محقرات الذنوب كقوم نزلوا بطن واد فجاء بعود وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم وأن من محقرات الذنوب متى يؤخد بها صاحبها تهلكة } .
وعن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال { أن المؤمن اذا أذنب كانت نكتة سوداء فى قلبة فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبة فان زادت فذلك الرن الذى ذكرة الله فى كتابة }
قال تعالى { كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون } المطففين 14
وفى تفسير ابن القيم للران
هو الذنب بعد الذنب وقال الحسن هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب .
فيجب علينا جميع المسلمين معرفة خطر تحقير الذنوب واقترافها بحجة انها صغيرة فيجب على العبد الراغب فى النجاة أن لا يتهاون بالذنوب ولا يحقر ذنبا صغيرا كان أم كبيرا .

النفاق العقدى
النفاق العقدى مخرج من المله لان أصل الايمان قول اللسان وتصديق القلب وعمل الجوارح فلابد من تصديق القلب لان المكذب بقلبة قول الله ورسوله حتى لو قال غير ما فى قلبة فهو خالد مخلدا فى النار
وقال تعالى وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها { التوبة }
أن المنافقين يظهرون غير ما تبطنون وكذلك يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم لايعتقدون صدق القران ولا صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وقال تعالى { اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله والله يعلم انك لرسوله والله يشهد ان المنافقون لكذبون اتخذوا ايمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله انهم ساء ما كانوا يعلمون }المنافقون
ويخبر الله عزوجل فى الاية ان المنافقون يتفوهون بالاسلام اذا جاء النبى صلى الله علية وسلم لانهم لم يكونوا يعتقدون صحة ما يقولون ولا صدقة ولذا كذبهم بالنسبة الى أعتقادهم وأعلم أن أعمال الجوارح من صلاة وصيام وصدقةوحج مع جحود القلب لا تنفع العبد لآن عبد الله بن سلول زعيم المنافقين كان يصلى مع النبى ويشهد معة الغزوات وعندما مات نزل فيه قول الله { لا تصلى على أحد منهم مات ابدا ولا تقم على قبرة انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون } التوبه84
فعلم الله أن هذا المنافق يقول ويفعل أعمال المؤمنون وهو فى الباطن يجحد ويكفر بكتاب الله وسنة رسوله فمات على النفاق العقدى .
فليحذر المسلم من الشك فى اى أمر من أمور الدين كالشك فى وجود عذاب القبر والبعث بعد الموت أو الحساب أو الجنة والنار بل يلزمة أن يؤمن بكل ما جاء فى كتاب الله وسنة رسوله.
الا أن سلعة الله غالية الا أن سلعه الله هى الجنة