مرحباً بكم إلى منتديات نور الاسلام . | |||||
مرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.. |
|
الخميس ديسمبر 26, 2013 12:41 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: الحلف بغير الله تعالى الحلف بغير الله تعالى لله تعالى أن يحلف بما شاء أما قسم الخالق: فيجوز أن يقسم الله جل في علاه بما شاء من خلقه؛ لأن خلق الله دلالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، فقد أقسم الله بالسماء وبالنجوم، وأقسم بالأنبياء وأقسم بعمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ [الطارق:1-2]. وقال الله جل في علاه: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم:1-2]. وأيضاً: أقسم الله جل وعلا بيوم القيامة: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ [القيامة:1]. وأيضاً: أقسم بالشمس: وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا [الشمس:1-4]. وأقسم الله جل في علاه بالجبل فقال: وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ [الطور:1-3]. وأقسم الله جل في علاه بعمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقسم الله بعمر أحد من أنبيائه إلا بعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر:72]. أقسم بعمر النبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً لعمره؛ لأن الدنيا كلها أشرقت بشمس الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. فالله جل في علاه يقسم بما شاء: لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ [الأنبياء:23]. وأما القسم من المخلوق: فحرم الله عليه أن يقسم بأحد غير الله جل في علاه. تعريف القسم لغة وشرعاً القسم معناه: التعظيم للمقسم به على شيء يؤكده صاحبه. والقسم شرعاً: تأكيد الحكم بذكر المعظم على وجه مخصوص، أو توكيد الحكم بذكر معظم على وجه مخصوص. ويكون القسم بالباء أو التاء أو الواو؛ لأن حروف القسم أن تقول: بالله وتالله ووالله. فالقسم إذا كان تعريفه توكيد الحكم بذكر معظم فلا معظم فوق عظمة الرب جل في علاه، فعلى المرء أن يعظم الله في يمينه. حكم القسم بغير الله تعالى القسم بغير الله شرك، وهذا الشرك هل هو شرك أكبر أو شرك أصغر؟ هذا الذي سنبينه. إن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن القسم بغير الله شرك، فقال: (من حلف بغير الله فقد أشرك). وفي رواية: (من حلف بغير الله فقد كفر)، هذه رواية الحاكم أو غيره. وأيضاً: النبي صلى الله عليه وسلم عندما سمع عمر وهو يحلف بأبيه فقال له: (من كان حالفاً فليحف بالله) . أو قال: (لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فليحلف بالله)؛ ولذلك عمر قال: والله ما ذكرت ذلك آثراً ولا ذاكراً. وكان عمر يحلف بأبيه، وكان أهل الجاهلية يفعلون ذلك تعظيماً للآباء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم زاجراً عمر : (لا تحلفوا بآبائكم، من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله). وقول عمر (منذ أن قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ما حلفت بغير الله ذاكراً ولا آثراً) أي: لم يذكر أنه أقسم بغير الله جل في علاه. ولا آثراً: يعني لم يؤثر عن غيره القسم، يعني: ما حكى عن غيره أنه كان يقول: واللات والعزى، وذلك لتعظيم منزلة القسم. وفي الصحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: لأن أحلف بالله كاذباً خير لي من أن أحلف بغير الله صادقاً. لأن الحلف بالله كاذباً يعتبر معصية كبيرة، ولكن الحلف بغير الله يعتبر شركاً، فهذا الشرك أكبر من الكبيرة، مع أن الحلف بالله كاذباً معصية ليست بالهينة. وكان ابن عباس يفسر قول الله تعالى: مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح:13] قال: يقول أحدهم: وحياتي وحياتك. وهذا فيه دلالة على أن القسم بغير الله من الشرك، والشرك أعظم من الكبائر، والقسم بغير الله هل هو شرك أكبر أم شرك أصغر؟ القاعدة عند العلماء: أنه إذا جاء الشرك أو الكفر تنكيراً لا تعريفاً فهذه تدل على أنه شرك أصغر، وهذا في الأصل إلا أن يدل الدليل على أنه من الشرك الأكبر. وإذا جاء معرفاً وقع على الشرك الأكبر ما لم تدل القرينة على أنه من الشرك الأصغر، كقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بين المرء والكفر أو الشرك ترك الصلاة) فهنا الكفر أو الشرك جاء معرفاً، فيكون الأصل فيه هو الكفر الأكبر والشرك الأكبر. أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد أشرك أو كفر)، فهو منكر، فالأصل فيه أنه كفر أصغر، وهذا هو الراجح الصحيح، أن القسم بغير الله شرك أصغر. الدلالة على أن القسم بغير الله شرك أصغر هناك دلالات تبين أنالحلف بغير الله شرك أصغر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم جعل له كفارة، والشرك الأكبر ليس له كفارة إلا أن يتوب منه ويعود إلى الإسلام؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود وأصله في الصحيح: (من قال لأخيه: تعال أقامرك فليتصدق، ومن حلف باللات والعزى فليقل: لا إله إلا الله)، كفارة ذلك أن يقول: لا إله إلا الله. كذلك القسم بغير الله ذريعة للشرك الأكبر؛ لأنه وسيلة إلى تعظيم المحلوف به، فيكون شركاً أكبر إذا اعتقد في المقسم به ما لا يعتقد إلا في الله، كغلاة الصوفية الذين يظهر فيهم التعظيم لغير الله جل في علاه، فإذا قلت لأحدهم: احلف بالله على مسألة كذا حلف بالله كأنه لا يخشى الله، وكأنه لا يعتقد بأن الله قادر على أن يصرف لسانه، أو أن يقطع دابره، أو أن يؤذيه في نفسه إن حلف بالله كاذباً. ثم إذا قيل له: احلف بـالبدوي على هذه المسألة ارتجفت وارتعدت فرائصه ولم يفعل ذلك، كأنه يعتقد بأن البدوي يقدر أن يضره بقسمه به كذباً. فهذه فيها دلالة واضحة أنه اعتقد في البدوي ما لا يعتقد إلا في الله، فينتقل من الشرك الأصغر إلى الشرك الأكبر، ويكون الظاهر منه مرتبطاً بالباطن؛ لأنه إذا فعل ذلك دل بفعله الظاهر أنه لم يعظم الله في الباطن، فأخذناه بالظاهر وبالباطن. إذاً: الشرك أو القسم بغير الله شرك أكبر، وشرك أصغر، فالأصل فيه: أنه شرك أصغر لا يجوز بحال من الأحوال، والعارض: أن قد يكون شركاً أكبر، وهذا بالدلالة والقرائن. إذا قلنا بذلك: فهناك إشكال لا بد من حله، وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه الأعرابي فقال: (يا محمد! آلله بعثك؟ قال: الله بعثني. قال: آلله افترض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة) إلى آخر هذا الحديث إلى أن قال: (والله لا أزيد على ذلك ولا أنقص، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أفلح وأبيه إن صدق). والواو هذه واو القسم، فما هو حل هذا الإشكال: (أفلح وأبيه)، مع قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف بغير الله فقد أشرك)؟ الإشكال الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل بطعام من رقية شرعية قال: (كل فلعمري لمن أكل برقية باطل فلقد أكلت برقية حق)، الشاهد قوله: (فلعمري)، فالنبي صلى الله عليه وسلم أقسم هنا بعمره، والقسم بالحياة حرام؛ لأننا قلنا: إن ابن عباس يقول في قوله: مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح:13] هو الذي يقول: وحياتي وحياة أمي وحياة أبي، فهذا كله لا يجوز، فهنا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (فلعمري) فأقسم بعمره فكيف الإجابة على هذه الإشكالات؟ نترك هذين الإشكالين إلى درس قادم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
| ||||||||||
الإشارات المرجعية |