اعترافات زوجة


فى جلسة صفاء مع الزوجة ، وبعد العِشاء والعَشاء يطيب السمر ، فيتحدث الزوج عن بعض قصصه فى الحب والعشق والغرام ، ويؤكد لها أن أصحابه كذلك ، لهم مغامرات عاطفية ، ويكرر : إن هذا شيء طبيعي للفتيان والفتيات ، ثم يُغريها أن تحكي له قصصها هي الأخرى ثم يحثها ويضغط عليها ، ويوضح لها أن هذا من تمام المودة وتعميق أواصر المحبة بينهما ، ويؤمِّنُها ويَعِدُها ويُمنِّيها ، وتقع المسكينة فى الفخ والشَّرَك الذى نصبه لها ، فتسرد له ببراءة وسذاجة ما جرى لها من تلك القاذورات ، وتأتي النتيجة بما لا تشتهيه الزوجة ، فلا ينفك الشيطان عن تذكيره بما حدث لزوجته ، ولا ينام الليل ، يفكر ويتخيل : كيف كان لقاؤها مع ذلك الشاب؟ ماذا صنعا؟ وكيف؟ ولِمَ؟
يضيق صدره بل تضيق عليه الأرض بما رحبت ، تتغير معاملته لها ، ويرجع من عمله فيسألها : الموضع الذى قصصتِهِ عليَّ ؛ متى حدث؟ ، وبعد الغداء يأخذها في ناحية ويسألها : ما اسم الشاب؟ ، فتقول من؟ ، ينفعل : الموضوع الذى تعرفينه ، يستيقظ فى الصباح بعيون مُقَرَّحة ويناديها ويسألها هل كنتِ تحبينه؟ ، وبعد يوم يسألها بهدوء كالهدوء الذى يسبق العاصفة : أريد أن تحكي لي كل شيء بالتفصيل ، فتقول : لقد حكيت لك كل شيء ، فيرد : لا.. أظن أن هناك تفاصيل كثيرة لم تخبريني بها..!!

ويبقى حاله مع هذه الزوجة كحال بعض الجاهليين مع مولوده الانثى (أيمسكه على هون أم يدسه فى التراب) ، وهذا على سبيل ضرب المثل.

الإتجاه المعاكس ..
لو تحدث هذا الزوج (العبقري) عن الصحابة رضي الله عنهم ..
أو عن قصص الأنبياء أو ذكرا الله كثيرا .القرآن الكريم ..
لنزلت عليهما السكينة ،
وغشيتهما الرحمة ،
وحفتهما الملائكة ،
وذكرهما الله فيمن عنده.
لأصبح سعيد القلب مرتاح البال ..
لكن سبحان الله!
هي التقوى . صدق رسول الله صل الله عليه وسلم
التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات .
التقوة ستمنعه أن ( يهبش) ويسأل عن ماض زوجته
وهو يعلم أن الله جل وعلا قال
( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم) .
والتوبة تمحو ما قبلها .
لكن هيهات أن ينام قرير العين بعد سهرته المشئومة تلك!
لا هو قادر يطلقها ولاقادر ان يستمر معاها..
أكيد هذا الزوج أدنب دنبا فعوقب بجلسة صفاء فريدة..!