مرحباً بكم إلى منتديات نور الاسلام . | |||||
مرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.. |
|
السبت فبراير 18, 2012 3:50 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: الحجاج بن يوسف الثقفي الحجاج بن يوسف الثقفي إن من أكثر الشخصيات التى لم تنل حقها فى البحث والدراسة هى شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي. لقد كانت هذه الشخصية المكان والمرتع الخصيب لأصحاب الشهوات وأهل الاهواء في الطعن على العصر الأموى بوصفه عصر سفك للدماء وتسلط الأمراء، ولقد كان لشخصية الحجاج النصيب الأوفر من هذه التهم فالحجاج كان ضحيه المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشيا مع روح العصر الذى يكتبون فيه. ونرى أنه كلما ابتعدنا عن عصر الحجاج كثرت المفتريات والأباطيل. إن من الإنصاف أن يسجل المؤرخ لمن يؤرخ له ما أصاب فيه بمثل ما أخطأ واضعا قول الله سبحانه وتعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )، فإن الحجاج نسجت حوله الخرافات بشكل يجعلها أقرب منها إلى الاسطورة ، نعم فقد كان الحجاج كما قال الحسن البصري : إن الحجاج عذاب الله فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم ولكن عليكم بالتضرع والاستكانة فإنه تعالى قال: ( ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ). فالحجاج كان من الولاه الذين اشتهرو بالظلم والقسوة فى المعاملة وهى شدة كان للظروف التى تولى فيها السبب الرئسى في أن يكون بهذه الصفة فثورات الخوارج المتتالية التى انهكت الدولة الأموية والفتن الداخلية كان للحجاج الفضل بعد الله فى القضاء عليها وهذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء ولا ننسى ثورة ابن الاشعث التي كادت أن تودي بالدولة الاموية وتقضي على الخلافة.. هذا إلى جانب فتن الخوارج بجميع فرقها من أزارقة.. هذا ولا ينكر أحد أن الحجاج كانت له اليد البيضاء فى كثير من الفتوح الاسلامية في المشرق إذ أرسل الجيوش المتتابعة وأرسل إليها القادة الأكفاء الذين ولاهم الحجاج خراسان وعهد إليهم بمواصلة الفتح وحركه الجهاد فأبلوا بلاء حسنا ونجحوا فى فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة مثل بلخ وبيكند وبخارى وشومان وكش والطالقان وخوارزم وكاشان وفرغانة والشاش وكاشغر على حدود الصين .. كما بعث الحجاج بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند وكان شابا صغير السن لا يتجاوز العشرين من عمره ولكنه كان قائدا عظيما موفور القدرة نجح فى خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات أن يفتح مدن وادي السند، وكتب إلى الحجاج يستأذنه فى فتح قنوج أعظم إمارات الهند التى كانت تمتد بين السند والبنغال ، فاجأبه الى طلبه وشجعه على المضى وكتب إليه: ( سر فانت أمير ما افتتحته) وكتب إلى قتيبة بن مسلم عامله على خراسان يقول له: ( أيكم سبق إلى الصين فهو عامل عليها).. وفى الفترة التي تولاها الحجاج فى العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة ولم تشغله الفترة الأولى من ولايته عن القيام بها ، وشملت هذد الإصلاحات النواحي الاجتماعية والادارية والصحية وغيرها، فامر بعدم النوح على الموتى وقتل الكلاب الضالة ومنع التبول فى الطرقات والتغوط فى الأماكن العامة ، ومنع بيع الخمور ، وامر بإهراق ما يوجد منها، وعندما قدم للعراق ..... لم يكن لأنهاره جسور فأمر ببنائها، وإنشاء عده صهاريج بالقلاب من البصرة لتخزين مياه الأمطار ، وكان يأمر بحفر الآبار فى المناطق المقطوعة عن العمران لتوفير مياه الشرب للمسافرين .. ومن أعماله الخالدة إلى اليوم بناء مدينة واسط.. وكان الحجاج يدقق فى اختيار ولاته وعماله من ذوى القدرة والكفاية ويراقب أعمالهم ، وقد اسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق .. ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد فى تعريب الدواويين وإصلاح الزراعة، واهتم بالفلاحين وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التى تقوم بمهمات الحرث وذلك ليعينه على الاستمرار فى الزراعة.. ومن أجل الاعمال التى تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته وذلك بعد ان انتشر التصحيف فى كلماته، فقام نصر بن عاصم بهذه المهمة ونسب إليه تجزئه القرآن إلى ثلث وربع الخ.. اختلف المورخون القدماء والمحدثون فى تاريخ الحجاج بين مدح وذم وتأييد لسياسته ومعارضه لها ، ولكن الحكم عليه دون دراسة عصره المشحون بالفتن والقلائل ، ولجوء خصومه إلى السيف للتعبير عن معارضتهم لسياسته أمر محفوف بالمزالق ويؤدي إلى نتيجه غير موضوعية بعيدة عن الأمانة والنزاهة.. ولا يختلف أحد فى أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه وأسرف فى قتل الخارجين على الدولة ، وهو الأمر الذي أدانه أكثر المؤرخين ولكن هذه السياسة هى التي أدت إلى الاستقرار وأقرت الامن فى مناطق الفتن والقلاقل والتى عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.. ويقف ابن كثير فى مقدمة المؤرخين الذين حاولوا إنصاف الحجاج فيقول : ( إن اعظم ما نقم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء وكفى به عقوبه عند الله ، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن فكان يعطي على القرآن كثيرا ، ولما مات لم يترك سوى 300 درهم). منقول
| ||||||||||
الإشارات المرجعية |