(الحاديةعشر)
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أمابعد
(السنن والمبتدعات في شهرشعبان)
وكل خيرفي _اتّباع_ من سلف
وكل شرفي_ابتداع_ من خلف
11-تتمة............
***(ومن السنن -الصحيحة- (المشروعة)في شهرشعبان)

أماالسبب ، في أنَّ كون الطاعاتِ (وقتَ غفلة الناس)
شاقَّةٌ وشديدة على النفوس:
هو أنَّ النفوس تتأسَّى بما تشاهده من أحوال الناس،
فإذا كَثُرتْ يقظة الناس وطاعاتهم، كَثُر أهل الطاعة؛
لكثرة المقتدين بهم، فسهُلتِ بذلك الطاعات.
***وتأمَّلوامعي:
كيف أنَّ كثيرًا من الناس يشقُّ عليهم الصيام في غير رمضان،
فإذا جاء رمضانُ سَهُل عليهم الصيام، ولم يجدوا مشقَّة في صيامه،
***وأمَّا إذا كثُرت الغفلاتُ وأهلها،:
تأسَّى بهم عمومُ الناس،
فيشق على نفوس المتيقِّظين والطالبين لِمَهْرِ الجَنَّة
تشقُّ عليهم طاعاتهم؛
لقلَّة مَن يقتدون بهم في هذه الأوقات المغفول عنها،
ولهذا المعنى قال صلى الله عليه وسلم
في حال الغرباء في (آخر) الزمان:
للعامِلِ منهم أجرُ خمسين منكم؛ "أي: من الصحابة"،!
لماذاأجرالعامل عملاً صالحاًعلى السنة "في زمننا المتأخر"
بأجرخمسين من الصحابةرضوان الله عليهم؟
لأنه صلى الله عليه وسلم صرّح بالسبب في قوله:
(((لإنَّكم تجدون على الخير أعوانًا، ولا يَجِدُون)))؛
أخرجه الترمذي، وغيره
وصححه العلامة الألباني.
فأجرالعامل بالسنة الصحيحة في الأزمان المتأخرة
يوازي أجرخمسين وفي روايةأخرى:
ثلاثين من الصحابة رضوان الله عليهم
مع حفظ(المقامات).!
فالصحابة بمنزلتهم صحابة
وأهل الأزمنة المتأخرة بمنزلتهم.!
أيُّها المسلمون:
وشهرُ شعبان مِن الأزمان التي يغفُل الناس فيها
عن العبادة والطاعة،
وذلك لوقوعِه بين شهرين عظيمَينِ،
وهما شهر رجب الحرام وشهر رمضان شهر الصيام،
فاشتغَلَ الناس بهما، فصار مغفولاً عنه،
جاء عندَ أحمد وغيره، وصحَّحه ابنُ خُزيمةَ، وحسَّنه الألبانيُّ،
عن أسامةَ بن زَيْدرضى الله عنه قال قلتُ:
يا رسول الله، لم أرَكَ تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم مِن شعبان؟ قال:
((ذلك شهرٌ يغفُل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين، فأُحِبُّ أن يُرفَعَ عملي وأنا صائم)).
رواه الإمام أحمدوغيره.
ونُبيِّن هنا بعضَ فضائل وأحكام، شهرشعبان
وننظر فيه حالَ رسولنا صلى الله عليه وسلم وحال السَّلفِ الصالِح؛
وماالذي كان صلى الله عليه وسلم وكانوارضوان الله عليهم
يعملونه في هذا الشهر
قال الله جل جلاله :
﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ
لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾
[الأحزاب: 21].
لقد كان نبيُّاصلى الله عليه وسلم
يخصُّ شهرَ شعبان بعبادةٍ من أجلِّ العبادات،
ألاَ وهي الصيام؛
لكن (ليس الشهركله) ولكن كان صلى الله عليه وسلم (يكثر)من الصيام فيه
ففي الصحيحَين عن عائشة رضي الله عنها قالت:
"ما رأيتُ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
استكملَ صيامَ شهر قطُّ إلاَّ رمضان،
وما رأيتُه في شهر أكثرَ صيامًا منه في شعبان"،
وجاء عند مسلم رحمه الله:
"أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم كان يصوم شعبانَ إلاَّ قليلاً".
ومِن شِدَّة محافظته صلَّى الله عليه وسلَّم
على الصَّوْم في شعبان
أنَّ أزواجه رضي الله عنهن كُنَّ يَقُلنَ:
إنَّه يصوم شعبان كلَّه،
مع أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم
ما استكمل صيامَ شهر قطُّ غير رمضان.
ولصيامه عليه الصلاة والسلام في شعبان
حِكَمٌ ومعانٍ جليلة، لعلَّ منها:
ما ذكره بعضُ أهل العلم:
من أنَّ أفضل التطوُّع بالصيام:
ما كان قريبًا من صيام رمضان قبلَه أو بعدَه؛
لأنَّه يلتحق بصيام رمضان لقُرْبه منه،
فيكون لصيام رمضان
بمنزلة السُّنن الرواتب مع الفرائض قبلَها وبعدَها،
فصوم شعبان كالقَبليَّة لرمضان،
وصيام الستِّ من شوال كالبَعديَّة لرمضان،
فالسنن الرواتب أفضلُ من التطوُّع المطلَق
بالنسبة للصلاة،
فكذلك يكون صيامُ ما قبل رمضان وما بعده
أفضل من الصيام المطلَق الذي لا يتَّصل به.
ومِن المعاني أيضًا في صيام شهر شعبان:
أنَّ صيامه كالتمرين على صِيام شهر رمضان،
لئلاَّ يدخلَ في صوم رمضان على مشقَّة وكُلفة،
بل يكون قد تمرَّن على الصيام واعتادَه،
ووجد بصيام شعبان قبلَه حلاوةَ الصيام ولذَّته،
فيدخل في رمضان بقوَّة ونشاط.
انتهى.
وإلى التتمة في التالي إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
تم تحريره قبيل فجريوم الأحد
14من شهرشعبان عام1445هجرية.