لنفْترق فراقًا جميلًا | هيّا !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
.
قلبي به من الثقوب ما يكْفي |
لو حدث وسقطت منه ولم أشْعر بك فلا تغضب ولا تُعاتب ؛
ولا تحاول العودة إليه مجددًا !
.
لست غاضبًا منك |
أنت لم تفْهم بعد أيّ اعتياد على خذلان الحياة يخلّفه غياب الأمّهات ؛
لا مكان لغضب جديد بعد غيابهم ولا عتب ولا حزن
.
من الآخر :
غياب أمّي كان أعْظم أوْجاعِ الحياة وآخرها !
.
إذن ؛
ما رأيك أن نضع نقطة أخيرة لكل هذا ؛
أدر لي ظهرك بعدها وخذ أنت اليمين وأنا أخذ اليسار |
أو العكس لا يهم ؛
المهم أن نضمن أنه حتى الصدف لن تجمعنا مجددًا
.
صدْقني الأمر ليسٓ صعبًا كما يبدو ؛
ليسٓ هُناك فراق أشدّ من الموت ؛
ومع ذلك يمضي سريعًا ونعتاده ؛
لنجرّب الفراق قبل الموت سيكون مدهشًا حقًا ..
لنجرب هيّا ،
ما الذي سنخسره أنا وأنت ؟!
مليئةٌ هي الحياة بالخسارات التي لا تعوّض ؛
لنفترض أنّنا إحدى تلك الخسارات ؛
أرأيت الأمر سهل للغاية
أنا أيْضًا لن أكلّفك شيئًا ؛
أُعفيك من كل شيءٍ تجاهي ولا حتّى الدّعاء والصلاة لي ؛
ولا أن أمرّ بخيالك عابرًا ؛ لا تُبقِ منّي ولا لي شيئًا !
.
هيّا قبل أن تنام ، أفرغني من قلبك ثم توضّأ وصلِّ ما شاء الله لك ، ثم اسأل الله أن تستيقظ غدًا وقد اغْتسلت مني تمامًا وسيستجيب لك الله حتمًا ! .. وأنا أيْضًا سأفعل الشيء ذاته صدْقني ، سأفرغك من عقلي وقلبي ودمي ومن كلّ ذرات الهواء العالقة في صدْري لأجلك ؛ وسأستيقظ لأمضي في الحياة دونك !
.
دائمًا كنت أرى في النهايات قبل الموت نهايات سعيدة |
كنت أخاف دائما أن يأخذ الموت أحدهم وهو ما زال صديقي أو حبيبي ؛
لنجرّب هيّا :
ما المانع ؟
.
هيّا كن شجاعًا مع إن الفراق لا يحْتاج الشجاعة دائمًا ؛
خطوة واحدة فقط للوراء ثم أدر وجهك وأنا سأخطو ذات الخطوة وأدير وجهي ؛
وننطلق للحياة !
.
هيّا لنفْترق فراقًا جميلًا
لا ضحكات
ولا بُكاء
ولا هدايا
ولا أغانٍ
ولا صلوات
ولا دعاء
ولا أي شيء آخر
حتى ابْتسامتنا لنحتفظ بها لعمرنا القادم
.
هيّا لنفترق فراقا جميلا ؛
لا نذكر بعده بثانية فقط من نحن وكيف التقينا ما هي ملامحنا وأسماؤنا ،
هيّا من أنت لا أدري ومن أنا أنت لا تدري
.
انْظر إلي واقرأني هيّا ؛
انْظر كيف اكتب بسهولة عن الفراق وكيف أطلبك أن نفْترق أنت تستطيع ذلك أيْضًا ؛
فقط تخيّل كم ستفرح الأرض والسماء بذلك
.
هيّا لا تخف ؛
فـَ دائمًا كان الخوف في الخطوات نحو الحُبّ نحْسب لها ألف حساب ؛
أما هذا الفراق فهو خطوة صغيرة واحدة لا خوف بعدها ولا تعب ولا حزن !
.
.
كما تعلم العشاق منا الوفاء ليتعلموا منا كيف يكون الفراق
.
.
تعال هيّا لنشرّع للقادمين والمخذولين بعدنا سنّة جديدةً في حكايا الحب والفراق الجميل ، دعنا نبْدأ أوّلا ؛ تذكّر أنّ الخلود للسابقين الأوّلين دائمًا !
هي لنفترق ونحرق قلبينا ..

وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك

ونتمتع بما يزرعه قلمك

من فن وإبداع متقن

تقبل مرورى وشكرى