مرحباً بكم إلى منتديات نور الاسلام . | |||||
مرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.. |
|
الإثنين يناير 16, 2012 2:31 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها فضل النوافل روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه ، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، وإن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) . تخريج الحديث هذا الحديث انفرد بإخراجه البخاري دون بقية أصحاب الكتب الستة . غريب الحديث عادى : آذى وأبغض وأغضب بالقول أو الفعل . ولياً : أصل الموالاة القرب وأصل المعاداة البعد ، والمراد بولي الله كما قال الحافظ ابن حجر : " العالم بالله ، المواظب على طاعته ، المخلص في عبادته " . آذنته بالحرب : آذن بمعنى أعلم وأخبر ، والمعنى أي أعلمته بأني محارب له حيث كان محاربا لي بمعاداته لأوليائي . النوافل : ما زاد على الفرائض من العبادات . استعاذني : أي طلب العوذ والالتجاء والاعتصام بي من كل ما يخاف منه . منزلة الحديث قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث : " هو أشرف حديث روي في صفة الأولياء " ، وقال الشوكاني : " هذا الحديث قد اشتمل على فوائد كثيرة النفع ، جليلة القدر لمن فهمها حق فهمها وتدبرها كما ينبغي " . من هم أولياء الله ؟ وصف الله أوليائه في كتابه فقال : {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون }يونس ( 62 - 63) ، فوصفهم سبحانه بهذين الوصفين الإيمان والتقوى ، وهما ركنا الولاية الشرعية ، فكل مؤمن تقي فهو لله ولي ، وهذا يعني أن الباب مفتوح أمام من يريد أن يبلغ هذه المنزلة العلية والرتبة السنية ، وذلك بالمواظبة على طاعة الله في كل حال ، وإخلاص العمل له ، ومتابعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - في الدقيق والجليل . يقول الشوكاني : " المعيار الذي تعرف به صحة الولاية ، هو أن يكون عاملاً بكتاب الله سبحانه وبسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم - مؤثراً لهما على كل شيء ، مقدماً لهما في إصداره وإيراده ، وفي كل شؤونه ،فإذا زاغ عنهما زاغت عنه ولايته " ، وبذلك نعلم أن طريق الولاية الشرعي ليس سوى محبة الله وطاعته واتباع رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وأن كل من ادعي ولاية الله ومحبته بغير هذا الطريق ، فهو كاذب في دعواه . حرمة معاداة أولياء الله أولياء الله تجب مولاتهم وتحرم معاداتهم ، وكل من آذى ولياً لله بقول أو فعل ، فإن الله يعلمه بأنه محارب له ، وأنه سبحانه هو الذي يتولى الدفاع عنه ، وليس للعبد قبل ولا طاقة بمحاربة الله عز وجل ، قال سبحانه : { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون }المائدة( 55 - 56) . درجات الولاية وبعد أن ذكر سبحانه وجوب موالاة أولياء الله وتحريم معاداتهم وعقوبة ذلك ، ذكر طرق تحصيل هذه الولاية ، فبيَّنَ أن أولياء الله على درجتين : الدرجة الأولى : درجة المقتصدين أصحاب اليمين الذين يتقربون إلى ربهم بأداء ما افترض عليهم ، وهو يشمل فعل الواجبات وترك المحرمات ، لأن ذلك كله من فرائض الله التي افترضها على عباده ، فذكر سبحانه أن التقرب إليه بأداء الفرائض هو من أفضل الأعمال والقربات كما قال عمر رضي الله عنه : " أفضل الأعمال أداء ما افترض الله ، والورع عما حرم الله ، وصدق النية فيما عند الله تعالى " وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته : " أفضل العبادات أداء الفرائض واجتناب المحارم " . وأما الدرجة الثانية : فهي درجة السابقين المقربين ، وهم الذين تقربوا إلى الله بعد الفرائض ، فاجتهدوا في نوافل العبادات من صلاة وصيام وحج وعمرة وقراءة قرآن وغير ذلك ، واجتنبوا دقائق المكروهات ، فاستوجبوا محبة الله لهم ، وظهرت آثار هذه المحبة على أقوالهم وأفعالهم وجوارحهم . آثار محبة الله لأوليائه إذا استوجب العبد محبة الله ظهرت آثار المحبة عليه ، وهذه الآثار بينها سبحانه في قوله : ( فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ) ، والمقصود أن من اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ثم بالنوافل ، قَرَّبه الله إليه ورَقَّاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان ، فيصير يعبد الله كأنه يراه ، فلا تنبعث جوارحه إلا بما يحبه مولاه ، فإن نطق لم ينطق إلا بما يرضي الله ، وإن سمع لم يسمع ما يسخط الله ، وإن نظر لم ينظر إلى ما حرم الله ، وإن بطش لم يبطش إلا لله ، وهكذا ، ولهذا جاء في بعض روايات الحديث في غير الصحيح ( فبي يسمع ، وبي يبصر ، وبي يبطش ، وبي يمشي ) . إجابة دعاء الولي وإذا بلغ العبد هذه المنزلة - منزلة الولاية - فإن الله يكرمه بأن يجعله مجاب الدعوة ، فلا يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، ولا يستعيذ به من شيء إلا أعاذه منه ، وذلك لكرامته على الله تعالى ، وقد عرف كثير من الصحابة بإجابة الدعاء ، كالبراء بن مالك ، و البراء بن عازب ، و سعد بن أبي وقاص ، وغيرهم ، وقد يدعو الولي فلا يستجاب له ، لما يعلم الله من أن الخيرة له في غير ما سأله ، فيعوضه بما هو خير له في دينه ودنياه ، فقد أخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث ، إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ، قالوا : إذاً نُكْثِر ، قال : الله أكثر ) .
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 2:41 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
:: مدير ادارى :: اقسام النور
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها أخى الحبيب الذهب العتيق جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الهام جدا فهناك الكثير والكثير من الفضائل نجهل قيمتها فى حياتنا ولذلك اذا سمحت لى ان اشاركك هذا الموضوع بذكر بعض هذه الفضائل ولك الأجر ان شاءلله فالدال على الخير كفاعله : فضل الأذان وهو : الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة وهو واجب (فقه السنة 1/94). (1) باب فضل الأذان والإقامة (1) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( لو يعلم الناس ما فى النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما فى التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما فى العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا) [ رواه البخارى (2/615) ومسلم (صلاة1/325/ح129) والنسائى(1/ح539) وأحمد فى مسنده(2/236/203)]. ومعنى: 1- الاستهام: الاقتراع. 2- التهجير: التكبير للصلاة. 3- العتمة: العشاء. 4- حبوا: أى مشيا على اليدين والركبتين أو على المقعدة. 5- النداء: الأذان. (2) عن أبى هريرة (رضى الله عنه) أيضا قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( إذا نودى للصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين فإذا قضى النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا واذكر كذا لما لم يذكر من قبل حتى يظل الرجل ما يدرى كم صلى) [أخرجه البخارى (2/ح608) ومسلم( صلاة 1/291/-292) وأبو داود (1/ح516) والنسائى(2/ح669) وأحمد فى مسنده (2/313)]. التثويب: الإقامة. يخطر: يوسوس. (3) وعن عقبة بن عامر(رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (يعجب ربك من راعى غنم فى رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة يخاف منى قد غفرت لعبدى وأدخلته الجنة) [ رواه أحمد وأبو داود والنسائى وفى صحيح أبو داود بتحقيق الشيخ الألبانى(1086)]. (2) باب فضل المؤذنون (4) عن معاوية (رضى الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: ( المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة)[ رواه مسلم (صلاة 1/290/ح14) وابن ماجة(1/ح725) وابن حبان(3/ح1667)]. أطول الناس أعناقا: أى أكثر الناس تشوقا الى رحمة الله تعالى .(شرح مسلم). (5) وعن عبد الله بن عمر (رضى الله عنه) قال: أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: (من أذن ثنتى عشرة سنة وجبت له الجنة وكتب له بتأذينه فى كل يوم ستون حسنة وبإقامته ثلاثون حسنة)[رواه ابن ماجة والدار قطنى والحاكم وصححه الحاكم على شرط البخارى وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع رقم (6002)]. (6) وعن أبى هريرة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( إن المؤذن يغفر له مدى صوته ويصدقه كل رطب ويابس سمع صوته والشاهد عليه خمس وعشرون درجة)[ رواه أحمد وحسنه الألبانى فى صحيح الجامع رقم (1929)]. وفى رواية لأحمد: ( وشاهد الصلاة يكتب له خمسة وعشرون حسنة ويكفر عنه ما بينهما) وهو رواية ابن حبان. مد صوته: أى إلى ما يصل إليه صوته عند الأذان. (7) وعن أبى إمامة (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم): ( المؤذن يغفر له مد صوته وأجره مثل أجر من صلى معه) [ رواه الطبرانى فى الكبير وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (6643) والترغيب(231)]. ( وعن الحسن مرسلا عن النبى ( صلى الله عليه وسلم): ( المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم وحاجتهم)[ أخرجه البيهقى فى سنته وحسنه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع رقم(6646) والإرواء(118)]. قلت : أمناء: أى حفاظ على صلاتهم لأنهم هم الذين يعلمون المسلمين بدخول وقت الصلاة. (3) باب فضل الدعاء بعد الأذان (9) عن جابر (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: ( من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذى وعدته حلت له شفاعتى يوم القيامة)[ رواه البخارى(2/ح614)(فتح) وأبو داود (1/ح529) والترمذى( 1/ح211) وابن ماجة (1/ح722) وأحمد فى مسنده (3/302 ، 354)]. (10) عن سعد بن أبى وقاص (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: ( من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه) [ رواه مسلم( (صلاة 1/290/ح13) وأبو داود (1/ح525) والترمذى (1/ح210) وابن ماجة (1/ح721) والنسائى (2/ح678)]. (4) باب فضل الدعاء بين الأذان والإقامة وانه لا يرد (11) عن أنس (رضى الله عنه) عن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: ( الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب فادعوا) [ رواه أبو يعلى فى مسنده وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع (3405)]. (12) وعن أنس أيضا (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة) [رواه أحمد (3/119) وإسناده صحيح وزاد (فادعوا) رواه أبو داود (521) والترمذى (5/ح3595) وصححه ابن حبان (521) وصححه الشيخ الألبانى فى صحيح الجامع(3408)]. معنى لا يرد: أى يتقبله الله ويستجيب له. أسأل الله العظيم أن يطيل أعناقنا يوم القيامة ويستجيب دعائنا
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 2:42 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل حمد الله الحمد لله، كلمةُ مباركة، وهي ثناء في دعاء، ودعاء في ثناء. تجري على الألسنة بسهولة ويسر، وهذا من فضل الله على عباده. الكلمة التي اختارها الله فاتحةً لكتابه العزيز، لأن أسرارها وكنوزها لا تنفد. يقول سيّد قطب رحمه الله: (والحمد لله، هو الشعور الذي يفيض به قلب المؤمن بمجرد ذكره لله، فإن وجوده ابتداء ليس إلا فيضاً من فيوضات النعمة الإلهية التي تستجيش الحمد والثناء، وفي كلّ لمحة، وفي كل لحظة، وفي كل خطوةٍ تتوالى آلاء الله وتتواكب وتتجمع، وتغمر خلائقه كلّها، وبخاصة هذا الإنسان، ومن ثم كان الحمد لله ابتداء، وكان الحمد لله ختاماً قاعدة من قواعد التصور الإسلامي). فما معنى هذه الكلمة؟ وما دلالاتها مما هو موقفها في حياة الإنسان؟ يقول ابن القيم رحمه الله: الحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه. الرب الإله المحمود في الدنيا والآخرة.. المحمود قبل أن يخلق وبعد ما يخلق، وبعد إفناء الخلق وبعد بعثهم (وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (القصص:70). محاسنه تعم الكائنات جميعاً، محاسنه في ذاته، وفي أسمائه الحسنى، وفي صفاته العليا، يخبرنا بها فضلاً منه ورحمة، ويعرفنا بجلاله وجماله وكماله.. محاسنه في لطفه وعلمه وعزّه وقدرته وحكمته.. محاسنه في بره وجوده وفضله.. محاسنه في إحسان خَلقه (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ )(السجدة:7)، (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ)(التين:4). محاسنه في إرسال رسله وإنزال كتبه لهداية عباده، محاسنه التي لا يأتي عليها عدٌ ولا حصر، كل هذا وغيره كثير متضمن كلمة الحمد لله، يجري بها لسان العبد، ويتجاوب الله مع عبده وهو يلفظها، (فإذا قال العبد: الحمد لله ربّ العالمين، قال الله: حمدني عبدي) (رواه مسلم). حب وإجلال وتعظيم قد تذكر محاسن إنسان، لكنك لا تحبه، ولا تجد في قلبك ميلاً إليه ولا إجلالاً ولا تعظيماً.. بيد أنك عندما تذكر محاسن ربك اللامتناهية، لا يسعك إلا أن تحبه أشد الحب، (والذين آمنوا أشدّ حباً لله) وتجد في نفسك فيوضات جلاله، ويمتلئ فؤادك بتعظيمه، وتعمر أوقاتك بحمده وشكره وشهود منته، والرضا عن أفعاله. كل هذا وغيره تتملاه عندما تنطق بـ "الحمد لله"، فتتذوق حلاوتها وطلاوتها ولذتها، وتسيطر على جوانحك السكينة والطمأنينة والفرح والسرور. أفضل الدعاء والحمد لله هي أفضل الدعاء.. وسرّ ذلك أنها متضمنةٌ للثناء على الله عزّ وجل، روى الترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله)، أخرجه الترمذي: وحسَنه ابن حجر والألباني والأرنؤوط. وهذا فيضٌ آخر من فيوضات الرب عز وجل، قال المناوي:لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله، وأن تطلب منه الحاجة، والحمد يشملهما، فإن الحامد لله إنما يحمده على نعمه، والحمد على النعم طلب المزيد، وهو رأس الشكر، قال تعالى: "لئن شكرتم لأزيدنّكم" قال بكر بن عبد الله المزني: رأيت حمالاً عليه حمله وهو يقول: الحمد لله، أستغفر الله، فانتظرته حتى وضع ما على ظهره، وقلت له: ما تحسن غير ذلك؟ قال: بلى أحسن خيراً كثيراً، أقرأ كتاب الله، غير أن العبد بين نعمةٍ وذنب، فأحمد الله على نعمه السابغة، وأستغفره لذنوبي، فقلت: الحمال أفقه من بكر. وقال الطيبي: لعلّه جُعل أفضل الدعاء من حيث إنه سؤال لطيف يدق مسلكه. ملء الميزان الأعمال لها تأثير كبير في تقريب العبد من ربه أو إبعاده عنه، وبعض الأعمال أشد تأثيراً من البعض الآخر، ففي صحيح مسلم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض). ما أعظم هذا الفيض، وما أجزل هذا العطاء والكرم الذي لا يمكن مجرد تصوّره. كلمةٌ واحدة تملأ الميزان بالثواب والعطاء، تجده موفراً يوم توزن الأعمال. كم بين السموات والأرض من مسافات هائلة لا يعلم مداها إلا الله؟ مسافاتٌ ليست بالأمتار، بل بمئات الملايين من السنين الضوئية. سبحان الله والحمد لله تملآن هذه المسافات. إن هذا العطاء لا يقدر عليه إلا من يعطي بغير حساب. بيت الحمد استحقاق عن جدارة في مقام الصبر على فقدان الولد عند الصدمة الأولى، والحمد وإرجاع الأمور إلى الله برضا وتسليم، بيتٌ لا تقوم له كلّ بيوتات الدنيا، روى الترمذي عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِه؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فَيَقُولُ اللَّهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ" قال أبُو عِيسَى: حَسَنٌ غَرِيبٌ وحسنه ابن حجر والسيوطي والألباني. ما ألذّ الجزاء، وما أحلى حلية بيت الحمد، فحقيق لمن فقد ثمرة فؤاده، ولم يعدّ ذلك مصيبة من كل وجه، بل مصيبةُ من وجه فاسترجع، ونعمةٌ من وجه فحمد الله، أن يقابل بالحمد في تسمية محله به، فيكون محموداً حتى في المكان الذي سمي به، بيت يليق بصبره على المصيبة العظيمة. وفي السرّاء والضرّاء حمد لا ينفكّ العبد المؤمن عن حمد ربه في كل أحواله وتقلباته، فلا تسكره نشوة الفرح عن حمد ربه، ولا يذهل عن الحمد في المدلهمات والخطوب.. روى ابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال: الحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات، وإذا رأى ما يكره قال: الحمد لله على كل حال. صححه السيوطي، وحسنه الألباني. حمد النزع حق الله لا يُقدّر بزمنٍ ولا بعمل، والعبد المؤمن ينضح الخير منه حتى في أواخر لحظات حياته، يحمد الله في كل حال، وعلى كل حال، سواء في السراء والضراء، فالخير يتمثّل فيه، وهو مستسلمٌ لأمر الله وقضائه، ولا يرى من مولاه إلا كل خير، ولا يفتر عن ذكره حتى في الرمق الأخير، في أشق الأهوال عند نزع روحه، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ)(الحجر:99)، ولم أجد حالاً أجمل من حال المؤمن الذي يبقى أشدّ تعلقاً بربه، يحمده حتى في مثل هذه الحالة. روى أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ عَبْدِي الْمُؤْمِنَ عِنْدِي بِمَنْزِلَةِ كُلِّ خَيْر، يَحْمَدُنِي وَأَنَا أَنْزِعُ نَفسَه مِن بَينِ جَنبَيهِ). حسنه ابن حجر. كان الجنيد يقرأ وقت خروج روحه، فقيل له: في هذا الوقت! قال: أبادر طي صحيفتي.. ما هذا الحب الفريد النادر لله؟ إن العبارات لتعجز عن تصوير هذه الحالة مهما كانت دقة المصوِّر. نسيان الذات ابتغاء حمد الله العالم القدوة الموفق يسعى في تعليم الخلق كيف يحمدون الله.. ففي طبقات الشافعية عن القاضي حسين قال:كنت عند القفال (عبدالله بن أحمد القفال)، فأتاه رجل قرويٌ وشكى إليه أن حماره أخذه بعض أصحاب السلطان، فقال له القفال: "اذهب فاغتسل، وصلّ ركعتين، واسأل الله أن يرد عليك حمارك"، فأعاد عليه القروي كلامه، فأعاد عليه القفال، فذهب القروي فاغتسل، ودخل المسجد وصلى، وكان القفال قد بعث من يرد حماره، فلما فرغ من صلاته ردّ الحمار، فلما رآه على باب المسجد خرج وقال: الحمد لله الذي ردّ علي حماري، فلما سُئل القفال عن ذلك قال: أردت أن أحفظ عليه دينه كي يحمد الله تعالى. وعند زوال الظالمين حمد مكافحة الظالمين والطواغيت من أوجب الواجبات، لأن هؤلاء من أكبر العقبات التي تحول بين الناس وعبادة ربهم، والله خلق الجن والإنس لعبادته، وبعد معارك مريرة، وتضحيات هائلة تتطهر الأرض من رجسهم وإفسادهم وصدّهم عن سبيل الله.. الأمر الذي يستوجب الحمد، (فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)(المؤمنون:28). (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام:45). حمد لا يفتر وهكذا يظلّ العبد حامداً لله، ديمةً عند استيقاظه وعند منامه. في خلوته وفي جلوته، بعد إطفاء نار عطشه، وبعد سدّ جوعة بطنه، في حال سقمه أو بعد ما يأذن الله له بشفائه، عندما يواري عورته باللباس والزينة، أو يأوي إلى بيته وفراشه في كل شؤونه وتصريفاته إلى وقت نزع روحه من بين جنبيه، ثم هو حمدٌ لا يفتر في الجنة كما روى مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه (.... يُلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس).. حمد لله على ذهاب الحزن والكروب, (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ. وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ)(فاطر:33-34). وحمدٌ على منة الهداية التي خولتهم دخول الجنة. (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)(الأعراف:42-43) وإن أقصى ما يشغل أهل الجنة تسبيح الله أولاً وحمده آخراً، يتخللهما تحيات السلام، (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(يونس:10). يُتبع ـــــــــــــــــــــــــــــــ
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 2:48 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل الاستغفار الاستغفار هو طلب المغفرة ، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها ، أي أن الله عز وجل يستر على العبد فلا يفضحه في الدنيا ويستر عليه في الآخرة فلا يفضحه في عرصاتها ويمحو عنه عقوبة ذنوبه بفضله ورحمته . وقد كثر ذكر الاستغفار في القرآن ، فتارة يؤمر به كقوله تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المزمل/20) وتارة يمدح أهله كقوله تعالى : (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ)(آل عمران/17) ، وتارة يذكر الله عز وجل أنه يغفر لمن استغفره كقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَحِيماً) (النساء/110) . وكثيرًا ما يقرن الاستغفار بذكر التوبة فيكون الاستغفار حينئذ عبارة عن طلب المغفرة باللسان ، والتوبة عبارة عن الإقلاع عن الذنوب بالقلب والجوارح ، وحكم الاستغفار كحكم الدعاء ، إن شاء الله أجابه وغفر لصاحبه لاسيما إذا خرج من قلب منكسر بالذنوب ، أو صادف ساعة من ساعات الإجابة كالأسحار وأدبار الصلوات ، وأفضل الاستغفار أن يبدأ بالثناء على ربه ، ثم يثني بالاعتراف بذنبه ، ثم يسأل ربه بعد ذلك المغفرة ، كما في حديث شداد بن أوس عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ، ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك عليَّ ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "(رواه البخاري) . وقوله : " أبوء لك بنعمتك علي " أي أعترف لك ، و " أبوء بذنبي " أي أعترف وأقر بذنبي . وفي حديث عبد الله بن عمرو أن أبا بكر قال : يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي ، قال : قل : " اللهم إني ظلمت نفسي ظلمـًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "(رواه مسلم) . ومن أفضل الاستغفار أن يقول العبد : " أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " . وقد ورد عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن من قاله : " غفر له وإن كان فر من الزحف " . وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : إن كنا لنعد لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المجلس الواحد مائة مرة يقول : " رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور "(رواه الترمذي وأبو داود والحاكم) . وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال : " والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة "(رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة) . وعن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إنه لَيُغَانُ على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة "(رواه البخاري ومسلم) . وقد ورد في حديث أنس أهم الأسباب التي يغفر الله عز وجل بها الذنوب ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الله تعالى : " يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة "(رواه الترمذي) . وقد تضمن هذا الحديث ثلاثة أسباب من أعظم أسباب المغفرة : أحدها : الدعاء مع الرجاء : فإن الدعاء مأمور به موعود عليه بالإجابة ، كما قال تعالى : (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )(غافر/60) ، فالدعاء سبب مقتض للإجابة مع استكمال شرائطه وانتفاء موانعه ، وقد تتخلف الإجابة لانتفاء بعض شروطه أو وجود بعض موانعه ، ومن أعظم شرائطه حضور القلب ورجاء الإجابة من الله تعالى ، فمن أعظم أسباب المغفرة أن العبد إذا أذنب ذنبـًا لم يرج مغفرة من غير ربه ، ويعلم أنه لا يغفر الذنوب ويأخذ بها غيره فقوله : " إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك ما كان منك ولا أبالي " يعني على كثرة ذنوبك وخطاياك ، ولا يتعاظمني ذلك ولا أستكثره . وفي الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : " إذا دعا أحدكم فليعظم الرغبة ، فإن الله لا يتعاظمه شيء "(رواه مسلم) . فذنوب العباد وإن عظمت فإن عفو الله ومغفرته أعظم منها ، كما قال الإمام الشافعي عند موته : وَلمّا قَسَا قَلْبِي وَضَاقَت مَذَاهِبِي جَعَلْتُ الرَّجَـا مِنِّي لِعَفْوكَ سُلَّمـًا تَعَاظَمَنِي ذَنْبِي فَلَمـَّـا قَرَنْتُهُ بِعَفْوِكَ رَبِّي كَانَ عَـفْوُكَ أَعـظَمَ الثاني : الاستغفار : فلو عظمت الذنوب وبلغت الكثرة عنان السماء ـ وهو السحاب ، وقيل : ما انتهى إليه البصر منها ـ ثم استغفر العبد ربه عز وجل ، فإن الله يغفرها له . روي عن لقمان أنه قال لابنه : يا بني عود لسانك اللهم اغفر لي فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً . وقال الحسن : أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم وفي طرقكم وفي أسواقكم وفي مجالسكم وأينما كنتم ، فإنكم ما تدرون متي تنزل المغفرة . الثالث : التوحيد : وهو السبب الأعظم ومن فقده حُرِمَ المغفرة ، ومن أتى به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة . قال الله تعالى : (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)(النساء/166) ، قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في معنى قوله : " يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئـًا لأتيتك بقرابها مغفرة" يُعْفَى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك ما لا يعفى لمن ليس كذلك ، فلو لقى الموحد الذي لم يشرك بالله ألبتة ربه بقراب الأرض خطايا أتاه بقرابها مغفرة ، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده ، فإن التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شرك لا يبقى معه ذنب ؛ لأنه يتضمن من محبة الله وإجلاله وتعظيمه وخوفه ورجائه وحده ما يوجب غسل الذنوب ، ولو كانت قراب الأرض ، فالنجاسة عارضةٌ ، والدافع لها قوي ، ومعنى " قُراب الأرض " ملؤها أو ما يقارب ذلك ، ولكن هذا مع مشيئة الله عز وجل ، فإن شاء غفر بفضله ورحمته ، وإن شاء عذب بعدله وحكمته ، وهو المحمود على كل حال . قال بعضهم : الموحد لا يلقى في النار كما يلقى الكفار ، ولا يبقى فيها كما يبقى الكفار ، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله فيه وقام بشروطه كلها بقلبه والسانه وجوارحه أو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها ومنعه من دخول النار بالكلية ، فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل ما سوى الله محبة وتعظيمـًا وإجلالاً ومهابة وخشية ورجاء وتوكلاً ، وحينئذٍ تحرق ذنوبه وخطاياه كلها ولو كانت مثل زبد البحر ، وربما قلبتها حسنات ، فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم ، فلو وضعت ذرة منه على جبال الذنوب والخطايا لقلبتها حسنات ، قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : كما أن الله عز وجل لا يقبل طاعات المشركين فنرجو أن يغفر الله عز وجل ذنوب الموحدين أو معناه . الآثار في فضل الاستغفار : قالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ : طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا . وقال علي ـ رضي الله عنه ـ : ما ألهم الله سبحانه عبدًا الاستغفار وهو يريد أن يعذبه . وقال قتادة ـ رحمه الله ـ : إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم ، فأما داؤكم فالذنوب ، وأما دواؤكم فالاستغفار . وسمعوا أعرابيـًا وهو متعلق بأستار الكعبة يقول : اللهم إن استغفاري مع إصراري لَلَؤمٌ ، وإن تركي استغفارَكَ مع علمي بسعة عفوك لعجزٌ ، فكم تتجبب إليَّ بالنعم مع غناك عني ، وكم أتبغض إليك بالمعاصي مع فقري إليك ، يا من إذا وعد وَفّى ، وإذا أوعد عفا ، أدخل عظيم جرمي في عظيم عفوك يا أرحم الراحمين . لكن قوله : " إذا أوعد عفا " مخالفٌ لعقيدة السلف ـ رضي الله عنهم ـ فوعد الله عز وجل ووعيده حق ، كما قال تعالى : (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيّ)(ق/29) . فهو سبحانه إن شاء عفا وإن شاء عاقب ، نسأل الله المغفرة والعفو والعافية.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 2:53 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
:: مدير ادارى :: اقسام النور
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها فضل قيام الليل قيام الليل سُنة مؤكدة , وقربة معظمة في سائر العام , فقد تواترت النصوص من الكتاب والسنة بالحث عليه , والتوجيه إليه , والترغيب فيه , ببيان عظم شأنه وجزالة الثواب عليه , وأنه شأن أولياء الله , وخاصة من عباده الذين قال الله في مدحهم والثناء عليهم : أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [يونس، الآية: 64] فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل , قال تعالى : إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآيات: 15-17] ووصفهم في موضع آخر , بقوله : وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا إلى أن قال : أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا [الفرقان، الآيات: 64-75] وفي ذلك من التنبيه على فضل قيام الليل , وكريم عائدته ما لا يخفى وأنه من أسباب صرف عذاب جهنم , والفوز بالجنة , وما فيها من النعيم المقيم , وجوار الرب الكريم , جعلنا الله ممن فاز بذلك . قال تعالى : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر، الآيتان: 54، 55] وقد وصف المتقين في سورة الذاريات , بجملة صفات - منها قيام الليل - , فازوا بها بفسيح الجنات , فقال سبحانه : إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ [الذاريات، الآيات: 15-17] فصلاة الليل لها شأن عظيم في تثبيت الإيمان , والإعانة على جليل الأعمال , وما فيه صلاح الأحوال والمآل قال تعالى : يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا إلى قوله : إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا [المزمل، الآيات: 1-6] وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال : أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم : أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر , فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن ولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال : أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم : جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال : ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ ! من يسألني فأعطيه ؟ ! من يستغفرني فأغفر له ؟ ! وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : أعددت لعبادي الصالحين , ما لا عين رأت , ولا أذن سمعت , ولا خطر على قلب بشر قال أبو هريرة اقرءوا إن شئتم : فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [السجدة، الآية: 17] وجاء في السنة الصحيحة , ما يفيد أن قيام الليل من أسباب النجاة من الفتن , والسلامة من دخول النار. ففي البخاري وغيره عن أم سلمة - رضي الله عنها - أن النبي , صلى الله عليه وسلم , استيقظ ليلة فقال : سبحان الله , ماذا أُنزل الليلة من الفتنة ؟ ! ماذا أنزل الليلة من الخزائن ؟ ! من يوقظ صواحب الحجرات ؟ ! وفي ذلك تنبيه على أثر الصلاة بالليل في الوقاية من الفتن . وفي قصة رؤيا ابن عمر قال : "فرأيت كأن ملكين أخذاني , فذهبا بي إلى النار , فإذا هي مطوية كطي البئر , وإذا لها قرنان - يعني كقرني البئر - وإذا فيها أناس قد عرفتهم , فجعلت أقول أعوذ بالله من النار , قال : فلقينا ملك آخر . فقال : لم ترع " فقصصتها على حفصة , فقصتها حفصة على النبي , صلى الله عليه وسلم , فقال : نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل , فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلا فتلخص مما سبق أن قيام الليل: أ - من أسباب ولاية الله ومحبته . ب - ومن أسباب ذهاب الخوف والحزن , وتوالي البشارات بألوان التكريم والأجر العظيم . جـ - وأنه من سمات الصالحين , في كل زمان ومكان . د - وهو من أعظم الأمور المعينة على مصالح الدنيا والآخرة ومن أسباب تحصيلها والفوز بأعلى مطالبها . هـ - وأن صلاة الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة وقربة إلى الرب ومكفرة للسيئات . و - وأنه من أسباب إجابة الدعاء , والفوز بالمطلوب المحبوب والسلامة من المكروه المرهوب ومغفرة سائر الذنوب . ز- وأنه نجاة من الفتن , وعصمة من الهلكة , ومنهاة عن الإثم . حـ - وأنه من موجبات النجاة من النار , والفوز بأعالي الجنان.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 2:59 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل صلاة الجماعة لقد فرض الله على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة وهي كأجر خمسين صلاة، ورتب الله الثواب الجزيل على أداء الصلاة في الجماعة، وهذا ما نطقت به الأدلة الكثيرة الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله: " صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة". وقد شرع الله بناء المساجد ليذكر فيها الرب جل وعلا ويعبد ويوحد، وأعظم ذلك إقامة الصلاة فيها... وامتدح الله عباده الذين يأتون هذه المساجد للصلاة وإقامة ذكر الله: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَال * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَار * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَاب) وشهد الله لعُمَّار المساجد بالإيمان: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِين} يا أيها الأحبة: إن الخطوات التي نخطوها إلى بيوت الله لأداء الصلاة في جماعة لها فضل كبير فإحداها ترفع درجة وتحط عن العبد خطيئة، ولهذا لما أراد بعض الصحابة أن يقترب في سكناه من المسجد وأخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن خطواتهم تكتب " ديارَكم تكتب آثاركم" آثروا البعد مع كتابة الخطى.. يا أهل المساجد أبشروا فإن الله قيض لكم ملائكة يدعون لكم ويستغفرون لكم طالما كنتم في هذه المساجد: " والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه يقولون: اللهم اغفر له، اللهم تب عليه، ما لم يؤذ فيه، ما لم يحدث فيه". ولما سئل النبي صلى الله عليه وسلم:" يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: نعم، في الكفارات، والكفارات: المكث في المسجد بعد الصلاة، والمشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء على المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه". كما بين النبي صلى الله عليه وسلم عظم أجر الماشي إلى صلاة الجماعة حين قال:" من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم". والله عز وجل يعد للمشائين إلى بيوتهم منازلهم في الجنة:" من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح". في المساجد تزول الفوارق ، تتآلف القلوب ، تقوى الروابط. وأنا أعجب كثيرا أن أحدنا قد يأتي المسجد ثم يخرج الشهور الطوال ولم يكلف نفسه أن يتعرف على أحد ، عرف نفسك لمن بجانبك، قل: السلام عليكم، أنا فلان بن فلان ويقوم هو بالرد عليك معرفا بنفسه.لماذا نزهد في التعارف وقد كان بعض السلف رضي الله عنهم يقول: استكثروا من الإخوان فإنهم عدة في الدنيا وشفعاء في الآخرة؟. حرص الصالحين على صلاة الجماعة: لما علم الصالحون عظم الأجر المترتب على أداء الصلاة في جماعة وجدنا منهم حرصا ومداومة على أداء الصلاة في جماعة بين المسلمين في مساجدهم، وأسوتهم في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان حريصا على صلاة الجماعة حتى في أشد الأوقات وأحرج الساعات الصلاة مع القتال والخوف: فقد روى الإمام مسلم رحمه الله عن جابر رضي الله عنه قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة، فقاتلوا قتالا شديدا، فلما صلينا الظهر قال المشركون: لو ملنا عليهم ميلة واحدة لاقتطعناهم. فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك لنا رسول الله قال: وقالوا: إنهم ستأتيهم صلاة هي أحب إليهم من الأولى. فلما حضرت العصر صفنا صفين، والمشركون بيننا وبين القبلة. فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا، وركع وركعنا..." الحديث. ويتجلى في الحديث حرص النبي صلى الله عليه وسلم واهتمامه بصلاة الجماعة مع علمه بقرار المشركين الإغارة على المسلمين. صلاة الجماعة مع شدة المرض: ففي مرضه الذي مات فيه اغتسل عدة مرات لعله يتمكن من الصلاة مع المسلمين في الجماعة لكنه في كل مرة يحاول الخروج يغمى عليه فأمر أبا بكر أن يصلي بالناس، فصلى أبو بكر بالناس تلك الأيام ولما وجد رسول الله في نفسه خفة خرج إلى الصلاة، لكن كيف كانت خفته ؟ تجيب عائشة رضي الله عنها على ذلك فتقول: " فوجد من نفسه خفة، فخرج يهادى بين رجلين( يستند عليهما)كأني أنظر إلى رجليه تخطان من الوجع" فهو حال خفته التي حرص معها على الخروج لا يستطيع رفع رجليه عن الأرض، صلى الله عليه وسلم. ولما جاءه رجل أعمى يقول: ليس لي قائد يقودني فهل لي رخصة؟ قال: "هل تسمع النداء بالصلاة"؟ قال: نعم. قال:" فأجب". إذا كان هذا في الأعمى فما بالك بالمبصرين الأصحاء. لقد علموا فضلها فكانوا أشد حرصا عليها: قال ابن مسعود: ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يتهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. وقال أبو هريرة: لأن تمتلئ أذن ابن آدم رصاصا مذابا خير له من أن يسمع النداء ولا يجيب. وهذا الحارث بن حسان ـ وكان له صحبة ـ خرج ليلة عرسه إلى المسجد لصلاة الفجر؟ فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة؟ فقال: إن امرأة تمنعني من صلاة الفجر في جمع لامرأة سوء. وأبو عبد الرحمن السلمي كان يخرج لصلاة الجماعة وهو مريض متكئا على ولديه حتى يقام في الصف، وذهب يوما إلى المسجد وهو مريض فلما أحسوا أنه في النزع قالوا له: لو تحولت إلى الفراش فإنه أوثر ( ألين وأوطأ ) أخبرهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم أن العبد في صلاة ما دام في مصلاه ، قال: فأريد أن أموت وأنا في مسجدي. أما سعيد بن المسيب رحمه الله فقال: ما فاتتني الصلاة في جماعة منذ أربعين سنة.وقال رحمه الله: ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، و لا دخل علي فضاء وقت إلا وأنا إليه مشتاق. نسأل الله الكريم أن يوفقنا للحرص على صلاة الجماعة ما حيينا، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:04 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل لا اله الا الله لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد الخالص ، وهي أعظم فريضة فرضها الله على عباده ، وهي من الدين بمنزلة الرأس من الجسد . وقد ورد في فضلها أحاديث منها : ما رواه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس ، شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) . وما رواه الترمذي وحسنه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( .. خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له . له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) . ومنها ما رواه البخاري في " الأدب المفرد " وصححه الشيخ الألباني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن نبي الله نوحا صلى الله عليه وسلم لما حضرته الوفاة قال لابنه : آمرك بلا إله إلا الله فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعن في كفة ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن . ولو أن السماوات السبع والأرضين السبع كن حلقة مبهمة لقصمتهن لا إله إلا الله ) فهذه بعض فضائل هذه الكلمة العظيمة . أما معناها فقال العلماء إنه: لا معبود يستحق العبادة إلا الله ، فهي تتكون من ركنين أساسيين ، الأول : نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه ، والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه . غير أنه ليس المقصود من دعوة الرسل مجرد التلفظ بالكلمة فحسب ، بل لا بد من توفر شروطها حتى تكون نافعة عند الله سبحانه وتعالى ، وقد ذكر العلماء من شروط لا إله إلا الله ما يلي : 1- العلم بمعناها : وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه ، قال تعالى : { فاعلم أنه لا إله إلا الله } (محمد:19) . 2- اليقين : بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته ، لقوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون }(الحجرات:15) وقال صلى الله عليه وسلم : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) رواه مسلم . 3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه : والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار ، ذلك أن الله أخبرنا عن أقوام رفضوا قول لا إله إلا الله ، فكان ذلك سبب عذابهم ، قال تعالى : { إنا كذلك نفعل بالمجرمين ( ) إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون }(الصافات:34 - 35 ) 4- الانقياد لما دلت عليه : بمعنى أن يكون العبد عاملا بما أمره الله به ، منتهيا عما نهاه الله عنه ، قال تعالى : { ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور } ( لقمان:22) ، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " العروة الوثقى هي لا إله إلا الله " . 5- الصدق : ومعناه أن يقولها صادقا من قلبه ، يوافق قلبه لسانه قال تعالى: { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين () يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون } (البقرة:8-9) . 6- الإخلاص : وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة ، قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة } (البينة : 5 ) . 7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها ، وبغض ما ناقضها ،قال تعالى : { ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله }(البقرة:165) . 8- فهذا هو معنى هذه الكلمة ، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه . وقد قيل للحسن إن أناسا يقولون : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة . فقال : من قال : لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة . فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملا بها ، آتيا بشروطها ، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:15 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها * فضل الصيام الصيام عبادة من أجلِّ العبادات ، وقربة من أعظم القربات، وهو دأب الصالحين وشعار المتقين، يزكي النفس ويهذب الخلق، وهو مدرسة التقوى ودار الهدى، من دخله بنية صادقة واتباع صحيح خرج منه بشهادة الاستقامة، وكان من الناجين في الدنيا والآخرة، وعليه فلا غرو أن ترد في فضله نصوص كثيرة تبين آثاره وعظيم أجره، وما أعده الله لأهله، وتحث المسلم على الاستكثار منه، وتهون عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه . فمما ورد في فضل الصوم : أنه جُنَّة - أي وقاية وستر - فهو يقي العبد من النار ، فقد روى جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصوم جنة يستجن بها العبد من النار ) رواه أحمد . ومما ورد في الصوم أيضا أنه : يكسر ثوران الشهوة ويهذبها، لذلك أرشد عليه الصلاة والسلام الشباب الذين لا يستطيعون الزواج ، أن يستعينوا بالصوم ليخفف من شهواتهم، فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ) متفق عليه . وورد أن الصوم سبيل من سبل الجنة وباب من أبوابها ، فقد روى النسائي عن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله ، مرني بأمر ينفعني الله به ، قال : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له ) ، فبيّن عليه الصلاة والسلام أنه لا شيء مثل الصوم يقرب العبد من ربه جل وعلا ، وأخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم ، أن في الجنة باباً خاصاً بالصائمين لا يدخل منه غيرهم ، ففي الحديث المتفق عليه عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة بابا يقال له الريَّان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحد غيرهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم ، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) . وورد أيضاً أن الصيام يشفع لصاحبه يوم القيامة ، فقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال فيُشَفَّعان ) . والصوم من أعظم أسباب مغفرة الذنوب وتكفير السيئات ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ، أي إيماناً بأن الله فرض الصوم عليه ، واحتساباً للأجر والمثوبة منه سبحانه ، وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصوم والصدقة ) متفق عليه . وثواب الصيام مطلق غير مقيد، إذ يعطى الصائم أجره بغير حساب ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ..) ، وفي رواية لمسلم : ( كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله عز وجل : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي ... ) ، فاختص الله الصوم لنفسه من بين سائر الأعمال لشرفه عنده ، ولأنه سر بين العبد وبين ربه لا يطلع عليه إلا الله . والصوم سبب في سعادة الدارين ، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ) ، فعند فطره ، يفرح بما أنعم الله عليه من القيام بهذه العبادة وإتمامها ، وبما أباح الله له من الطعام والشراب الذي كان ممنوعاً منه حال صيامه ، وعند لقاء الله يفرح حين يجد جزاء صومه كاملاً في وقت هو أحوج ما يكون إليه . ومن الفضائل أن خلوف فم الصائم - وهي الرائحة المنبعثة من فمه نتيجة خلو المعدة من الطعام - أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ، فهذه الرائحة وإن كانت مكروهة عند الخلق ، إلا أنها محبوبة عند الله جل وعلا، لأنها من آثار العبادة والطاعة ، وهو دليل على عظم شأن الصيام عند الله . فهذه بعض فضائل الصوم ، وتلك هي آثارة ، وهي في مجموعها موصلة العبد إلى الغاية التي من أجلها شرع الصوم ، وهي تحصيل التقوى، لينال رضا الله في الدنيا والآخرة.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:21 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها * فضل الحج والعمرة منذ أن أمر الله تعالى خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن يؤذن في الناس بالحج والقلوب تهفو إلى هذا البيت وذاك المكان، والوفود تتقاطر وتتوارد عليه من كل فج عميق، تلبية لنداء الله سبحانه؛ يقول ابن عباس رضي الله عنهما: " لما فرغ إبراهيم من بناء البيت قيل له أذن في الناس، قال يا رب وما يبلغ صوتي؟ قال: أذن وعليَّ البلاغ، فنادى إبراهيم : " يا أيها الناس كتب عليكم الحج إلى البيت العتيق فحجوا، فسمعه ما بين السماء والأرض، أفلا ترى الناس يجيئون من أقصى الأرض يلبون " . وفريضة الحج أوجبها الله تعالى على عباده مرةً في العمر على المستطيع، قال عز وجل: { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا } (آل عمران:97) ووجوب الحج مما عُلِم من دين الإسلام بالضرورة . وقد رتب الشارع على أداء هذه العبادة الثواب والأجر العظيم؛ ما يثير همة المسلم، ويشحذ عزمه، ويجعله يُقْبِل عليها بصدر منشرح وعزيمة وثَّابة ، وهو يرجو ثواب الله ومغفرته وما أعده لحجاج بيته الكريم، فجاءت النصوص المتكاثرة في فضائل الحج والعمرة، والتي منها: الحج يهدم ما قبله الحج من أعظم أسباب تكفير الخطايا والسيئات، فإذا حج العبد الحج المبرور فإنه يرجع من حجه كيوم ولدته أمه طاهرًا من الذنوب والخطايا؛ ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ( من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) رواه البخاري ، وظاهر الحديث غفران صغير الذنوب وكبيرها، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله . إلا أن ذلك الغفران مشروط - كما نص الحديث - بعدم الرفث والفسقِ؛ والرَّفَثُ هو الجماع ومقدماته، والفسق السيئة والمعصية . وجاء في الصحيح أن عمرو بن العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل في الإسلام، وأراد أن يشترط على النبي صلى الله عليه وسلم أن يُغْفَر له ما قد سلف من ذنوبه، التي اقترفها حال الشرك، فذكر له النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمور، كلها تكفِّر ما قبلها من الذنوب والخطايا، يقول عمرو بن العاص : ( لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أبسط يدك فلأبايعك، فبسط فقبضت يدي، فقال: مالك يا عمرو ؟ قلت: أشترط، قال: تشترط ماذا ؟ قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله وأن الهجرة تهدم ما قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله ) رواه مسلم فجعل الحج من العبادات التي تكفر ما تقدمها من الذنوب. الحج المبرور جزاؤه الجنة وعد الله تعالى عباده بأن يثيبهم على طاعته، وجعل جزاء الحج الجنة؛ ولم يجعل له جزاء دونها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) متفق عليه، ولكن ذلك الجزاء مشروط بأن يكون الحج مبرورًا، فليس كل حج جزاءه الجنة، بل ذلك محصور بالحج المبرور؛ والحج المبرور هو الحج الموافق للشرع عملاً واعتقاداً، الذي لم يخالطه شيء من الشرك والإثم والرفث والفسوق . ومن علامات الحج المبرور أن يكون حال المسلم بعد الحج خيرًا من حاله قبله، وشاهدُ هذا في قوله تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم } (محمد:17) قال الحسن البصري رحمه الله: " الحج المبرور أن يرجع زاهدًا في الدنيا راغبًا في الآخرة " وعلى الجملة فإن الحج المبرور كما قال القرطبي: " هو الحج الذي وُفِّيت أحكامه، ووقع موقعًا لما طُلِب من المكلف على الوجه الأكمل " . الحج من أفضل أعمال البر االأعمال الصالحة كثيرة ومتنوعة ، وهي أيضاً ليست على مرتبة ودرجة واحدة في الفضل والأجر، ولأن العمر قصير ، والأعمال قد تتزاحم على العبد فلا يدري أيها يقدم، فكان لا بد أن يعنى العبد بفقه مراتب الأعمال ، فيتقرب إلى الله بأحب الأعمال إليه، ويقدمها على غيرها مما هو أقل منها درجة وفضلاً، وقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأعمال في حديث أبي هريرة في "الصحيحين" عندما سئل: ( أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا ؟ قال: حج مبرور ) يقول أحد السلف، موضحًا سبب تفضيل الحج وجعله في هذه المرتبة: " نظرت في أعمال البر، فإذا الصلاة تجهد البدن دون المال، والصيام كذلك، والحج يجهدهما فرأيته أفضل " فالحج إذا عبادة مالية وبدنية . الحج جهاد الجهاد أنواع ومراتب، فمنه الجهاد بالمال وبالنفس، ومنه الجهاد باللسان والكلمة، ومنه جهاد النفس في طاعة الله؛ وفي الحج يتجلى هذا النوع بوضوح ففيه مشقة البدن، وفيه أيضًا بذل المال في سبيل الله . وشرع الله الحج جهادًا لكل ضعيف، لا يستطع القتال في سبيل الله؛ ففي الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت: ( يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ فقال: لكِنَّ أفضل الجهاد حج مبرور ) رواه البخاري ، وكان الصحابة رضي الله عنهم يتنقلون بين أنواع الجهاد؛ فكان عمر رضي الله عنه يقول: " إذا وضعتم السروج فشدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين " وكان ابن مسعود رضي الله عنه، يقول: " إنما هو سرج ورحل ، فالسرج في سبيل الله والرحل في الحج "، كل هذا وغيره يرشدك إلى مكانة هذه الفريضة في شريعة الإسلام، وأهميتها في حياة المسلم. الحج من أسباب الغنى ومضاعفه النفقة قد يتوهم الإنسان بأنه إذا انفق ماله في الحج والعمرة، فقد يؤدي ذلك إلى نقص ماله، وتعرضه للحاجة والفاقة؛ فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يزيل هذا الوهم والخوف، فبيَّن أن إنفاق المال في الحج والعمرة والمتابعة بينهما جلب للرزق، ونفي للفقر عن العبد بإذن الله؛ وقد صح في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة ) رواه أحمد وغيره، والكير هو الآلة التي ينفخ فيها الحداد في النار ليخرج الشوائب والأوساخ التي تعلق بالحديد . وكما وعد الله عز وجل بالإخلاف على العبد في الدنيا ما ينفقه في الحج والبسط له في الرزق، وعده كذلك بمضاعفة تلك النفقة عنده سبحانه، كما تضاعف النفقة في سبيل الله، فعن بريدة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف ) رواه أحمد بإسناد حسن . الحاج في ضمان الله وحفظه لما كان الحج مِظِنة لبعض الأخطار والمخاوف التي قد تقعد بالعبد وتجعله يحجم عن أداء هذه الفريضة، ضمن الله عز وجل لمن خرج حاجًا لبيته، وقاصدًا تلبية ندائه، الحفظ والرعاية، في الحياة وبعد الممات؛ ففي الدنيا إن عاد إلى أهله رجع بالأجر والثواب، وفي الأخرى بُعث على الحالة التي مات عليها، ومن كان الله معه فأي شيء عليه؛ وقد صح في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ( ثلاثة في ضمان الله عز وجل: رجل خرج إلى مسجد من مساجد الله، ورجل خرج غازيا في سبيل الله تعالى، ورجل خرج حاجًا ) رواه أبو نعيم وصححه الألباني . وثبت في الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الذي وقصته راحلته - أي ضربته فمات -: ( اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه بثوبيه، ولا تخمروا رأسه ولا تحنطوه، فإنه يبعث يوم القيامة ملبيًا ) متفق عليه. الحجاج والعمار وفد الرحمن صح في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله، دعاهم فأجابوه، وسألوه فأعطاهم ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني؛ وأي مكرمة تعدل أن يكون العبد في ضيافة الرحمن جل وعلا، وأي إكرام يعدل إجابة الخالق لدعاء عبده . فنسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويثبت قلوبنا على دينه، ويوفقنا للعمل بسنة نبييه، فمن وُفِّق إلى ذلك فقد فاز فوزًا عظيمًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:26 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
:: مدير ادارى :: اقسام النور
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها فضل الزكاة وفضل الصدقه والفرق بينهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة،وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" رواه البخاري و مسلم. الزكاة أمرنا الله سبحانة و تعالى بها و جعلها فريضة على كل مسلم و مسلمة قادر على ادائها ، فالزكاة فرض من الفروض التى لا يصح أسلامنا إلا بعد ادائها و خاصة إذا كنا قادرين عليها . الزكاة هى الركن الثالث من أركان الإسلام وقد قرنها الله عز وجل مع الصلاة في كتابه الكريم حتى إنها تصل إلى ثمان وعشرين موضعاً، و هذا كله لبيان أهميتها. قال الله تعالى : وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ[البقرة:43] وقال تعالى: فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ [التوبة:11] وقال سبحانه وتعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ [البينة:5] الزكاة : هي التعبد لله عز وجل بإعطاء ما أوجبه من أنواع الزكوات إلى مستحقيها على حسب ما بينه الشرع . والصدقة : هي التعبد لله بالإنفاق من المال من غير إيجاب من الشرع ، وقد تطلق الصدقة على الزكاة الواجبة . الزكاة أوجبها الإسلام في أشياء معينة وهي : الذهب والفضة والزروع والثمار وعروض التجارة وبهيمة الأنعام وهي الأبل والبقر والغنم . وأما الصدقة : فلا تجب في شيء معين بل بما يجود به الإنسان من غير تحديد الزكاة : يشترط لها شروط مثل الحول والنصاب . ولها مقدار محدد في المال وأما الصدقة : فلا يشترط لها شروط ، فتعطى في أي وقت وعلى أي مقدار . الزكاة : أوجب الله أن تعطى لأصناف معينة فلا يجوز أن تعطى لغيرهم ، وهم المذكورون في قوله تعالى : { إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم } التوبة / 60 وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى لمن ذكروا في آية الزكاة ولغيرهم الزكاة :من مات وعليه زكاة فيجب على ورثته أن يخرجوها من ماله وتقدم على الوصية والورثة وأما الصدقة : فلا يجب فيها شيء من ذلك مانع الزكاة يعذب كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ( 987 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم فيجعل صفائح فيكوى بها جنباه وجبينه حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ، وما من صاحب إبل لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت تستن عليه كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ،وما من صاحب غنم لا يؤدي زكاتها إلا بطح لها بقاع قرقر كأوفر ما كانت فتطأه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها عقصاء ولا جلحاء كلما مضى عليه أخراها ردت عليه أولاها حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار …" . وأما الصدقة : فلا يعذب تاركها . الزكاة : على المذاهب الأربعة لا يجوز إعطاؤها للأصول والفروع والأصول هم الأم والأب والأجداد والجدات ، والفروع هم الأولاد وأولادهم . وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى للفروع والأصول . الزكاة : لا يجوز إعطاؤها لغني ولا لقوي مكتسب عن عبيد الله بن عدي قال : أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة فسألاه منها فرفع فيهما البصر وخفضه فرآنا جلدين فقال : " إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب " . رواه أبو داود ( 1633 ) والنسائي ( 2598 ) . والحديث : صححه الإمام أحمد وغيره وأما الصدقة : فيجوز إعطاؤها للغني والقوي المكتسب . الأفضل في الزكاة أن تؤخذ من أغنياء البلد فترد على فقرائهم . بل ذهب كثير من أهل العلم أنه لا يجوز نقلها إلى بلد آخر إلا لمصلحة . وأما الصدقة : فتصرف إلى القريب والبعيد الزكاة : لا يجوز إعطاؤها للكفار والمشركين . وأما الصدقة : فيجوز إعطاؤها للكفار والمشركين . كما قال الله تعالى : { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } الإنسان / 8 ، قال القرطبي : والأسير في دار الإسلام لا يكون إلا مشركاً . الزكاة : لا يجوز للمسلم أن يعطي الزكاة لزوجته ، وقد نقل ابن المنذرالإجماع على ذلك وأما الصدقة : فيجوز أن تعطى للزوجة . هذه بعض الفوارق بين الزكاة والصدقة . وتطلق الصدقة على جميع أعمال البر ، قال البخاري رحمه الله في صحيحه : باب كل معروف صدقة ، ثم روى بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل معروف صدقة ) . قال ابن بطال : دل هذا الحديث على أن كل شيء يفعله المرءأو يقوله من الخير يكتب له به صدقة . وقال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( كل معروف صدقة ) أي : له حكمها في الثواب . والله أعلم . اللهم يا عزيز يا جبار اجعل قلوبنا تخشع من تقواك واجعل عيوننا تدمع من خشياك واجعلنا يا رب من أهل التقوى وأهل المغفرة يا رب اجعلنا مع حبيبك ورسولك المصطفى صلى الله عليه و على اله وسلم تسليما كثيرا واجعل اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين امين .... ولمن قال امين
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:31 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها * فضل الصحابة عن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته ) متفق عليه . المفردات القرن: الجيل من الناس. يمينه: قَسَمَه. المعنى الإجمالي الصحابي هو من رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمن به ولم يرتدَّ على عقبه، فهؤلاء هم سادة الناس وأفضل الخلق بعد الأنبياء - عليهم السلام -، فهم الذين نصروا الله ورسوله، وهم الذين نشروا الدين، ونقلوا إلينا الكتاب والسنة، فتعظيمهم واجب، وحبهم أوجب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - في هذا الحديث يخبرنا بخيرتهم على سائر الأمة لنقوم بواجبنا تجاههم، ولنعرف لهم فضلهم، ثم يذكر - عليه الصلاة والسلام - التابعين وهم من رأى الصحابة وسار على نهجهم، فهؤلاء في المرتبة الثانية في الفضل بعد الصحابة، ويعقبهم في مرتبة الخيرية تابعوا التابعين، وهم من التقى التابعين ولم يلتق الصحابة، وسار على نهجهم، فهم في الفضل بعد التابعين . والتفضيل والخيرية هنا من حيث الجملة، أي: أن جملة التابعين خير ممن جاء بعدهم، أما الأفراد فقد يوجد في أفراد الأمة من هو خير من بعض أفراد التابعين أو تابعيهم، والتفضيل في الحديث بالاتباع والاقتداء في الخير والصلاح، وليس بمجرد الوجود والولادة في زمن ما فذاك أمر لا كسب للمرء فيه . الفوائد العقدية 1- فضل الصحابة وخيرتهم على من جاء بعدهم . 2- الصحابة خير الناس بعد الأنبياء - عليهم السلام -. 3- حرمة سبِ الصحابة والقدحِ فيهم . 4- فضل التابعين ممن سار على نهج الصحابة - رضوان الله عليهم -. 5- فضل تابعي التابعين ممن التقى بالتابعين وسار على نهجهم في الاقتداء بالصحابة . 6- أفضلية الأجيال الثلاثة من حيث الجملة على من جاء بعدهم . 7- سوء الجيل يكون بسوء ما يتخلق به من الأخلاق السيئة . فمن الآيات التي وردت في فضل الصحابة وذكر مواقفهم، ما ورد في سورة الأنفال (64): { يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين }، أي: أن الله كافيك وكافي المؤمنين معك شر أعدائهم ومكرهم، وهذه تزكية للصحابة الكرام بأن الله كافيهم وناصرهم على عدوهم. ومنها ما في سورة الأنفال أيضاً (62) { هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين }، حيث امتن الله على نبيه بنصرته إياه، وبنصر المؤمنين وهم الصحابة له، وهذه منزلة عظيمة أنزلهم الله إياها إذ جعلهم أنصاره وأنصار نبيه - صلى الله عليه وسلم -. وفي سورة الأنفال (63) قال تعالى: { وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }، وهذه فضيلة عظيمة للصحابة من الأنصار والمهاجرين بأن الله حبب بعضهم لبعض، وجمع قلوبهم على الحق والهدى فأصبحوا من أتباعه وأنصاره . وفي التوبة (20) يقول الله تعالى: { الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون }، وهذا بيان لفضل الصحابة الكرام من المهاجرين، الذين تركوا ديارهم وأموالهم طاعة لله، وابتغاء مرضاته، بأن لهم الدرجات العلى في الآخرة، والمنازل الرفيعة، وأنهم هم الفائزون حقاً . وفي الأنفال (74) قال سبحانه: { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا وأولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزقٌ كريمٌ }، وفي هذه الآية جمع الله الفضل لفريقي الصحابة، وهم المهاجرون والأنصار، من هاجر، ومن آوى، فشهد لهم بحقيقة الإيمان، ووعدهم بالمغفرة والرزق الواسع. وفي الأنفال: (75) قال تعالى: { والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم }، وهنا تزكية أخرى لمن تخلف عن الهجرة والجهاد، ثم لحق بالصحابة بأنهم منهم في وجوب الولاية والنصرة . وفي التوبة (88) قال تعالى: { لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم }، وهذه تزكية عظيمة للصحابة الكرام حيث جمعهم الله مع نبيه - صلى الله عليه وسلم - في الإيمان والجهاد والثواب في الآخرة والجزاء بالخلود في الجنات . وفي التوبة (100) قال تعالى: { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم }، وهذا تفضيل للسابقين من المهاجرين والأنصار في الأجر والثواب، وأن سبقهم لا يقصي من جاء بعدهم، بل هم معهم أيضاً في الرضوان والجنان مع الخلود التام . وفي الأحزاب (23) قال سبحانه: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه }، فوصفهم بالصدق، وهذا يشمل الصدق في الإيمان والصدق في مواقف التضحية، وهي شهادة عظيمة للصحابة الكرام بصدق القول والعمل . وفي الفتح (18) قال تعالى: { لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } وهذا إعلان رضا من الله سبحانه عن الصحابة الكرام ممن بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - بيعة الرضوان، بأنه سبحانه علم صدق قلوبهم، وثباتها على الإيمان فأثابهم على صبرهم، ووعدهم فتح مكة في القريب العاجل . فلا غرو حينئذ أن تتنزل بالثناء عليهم آيات الكتاب ، وتتوالى المدائح النبوية مبينة شأنهم ، وعلو مكانتهم ، فمما نزلت به آيات الكتاب قوله تعالى : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } ( الفتح:29) ، فهذه إحدى الآيات التي تبين فضل الصحابة ومكانتهم على وجه العموم ، وهناك آيات خاصة تبين فضل بعضهم على بعض ، فمن ذلك قوله تعالى في مدح المسلمين الأوائل ممن تحمل أعباء الدعوة في مراحلها الأولى :{ وَالسَّابِقُونَ الأولون مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } (التوبة:100) وقوله تعالى في بيان فضل السابقين ممن أسلم قبل فتح مكة : { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ( الحديد:10) وقوله تعالى في التذكير بفضل أهل بيعة الرضوان ، - وهي البيعة التي بايع فيها الصحابة النبي صلى الله عليه الصلاة والسلام على الموت في سبيل الله جل وعلا -: { لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } (الفتح:18) . ، هذه بعض آيات الكتاب التي بينت فضل الصحابة ومرتبتهم . فالواجب على الأمة الاعتراف لهؤلاء الأماجد بالفضل، وتعظيمهم وتبجيلهم، وعدم هضمهم حقهم، مع اجتناب الغلو فيهم فهم في النهاية بشر، يصيبون ويخطئون، والبصير الصادق من اغتفر عنده قليل خطأ المرء في كثير صواب
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:37 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل تلاوة القرآن وحفظه القرآن الكريم كتاب الإسلام الخالد، ومعجزته الكبرى، وهداية للناس أجمعين، قال تعالى: { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور } (إبراهيم:1) من قال به صدق، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم. فيه تقويم للسلوك، وتنظيم للحياة، من استمسك به فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها، ومن أعرض عنه وطلب الهدى في غيره فقد ضل ضلالاً بعيداً . وتلاوة كتاب الله من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه، قال تعالى: { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور } (فاطر:29) وفي الحديث الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ) رواه مسلم . والقرآن مأدبة الله لعباده، ورحمة منه للناس أجمعين، وقد صح عند الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: "ألم" حرف، ولكن "ألف" حرف، و"لام" حرف، و"ميم" حرف ) . وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن ورغب فيها، فقال: ( تعلموا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شافعاً لأصحابه، وعليكم بالزهراوين البقرة وآل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو فرقان من طير، تحاجَّان عن أصحابهما، وعليكم بسورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة ) رواه مسلم . وبشَّر صلى الله عليه وسلم قارئ القرآن بأنه مع السفرة الكرام البررة فقال: ( الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران ) متفق عليه. وفي حديث آخر عنه صلى الله عليه وسلم قال: ( يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) رواه أبو داود و الترمذي ، وقال: حديث حسن صحيح . وكان من وصيته صلى الله عليه وسلم لأمته عامة ولِحَفَظَة كتابه خاصة تعاهد القرآن بشكل دائم ومستمر، فقال:تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عقلها ) رواه مسلم . ولو تأملت - أخي الكريم - في قوله صلى الله عليه وسلم: ( تعاهدوا هذا القرآن ) لأدركت عِظَمَ هذه الوصية، ولعلمتَ أهمية المحافظة على تلاوة كتاب الله ومراجعته، والعمل بما فيه، لتكون من سعداء الدنيا والآخرة . وقد جاء في السنة استحباب ختم القرآن في كل شهر، إلا أن يجد المسلم من نفسه نشاطاً فليختم كل أسبوع، والأفضل أن لا ينقص عن هذه المدة، كي تكون قراءته عن تدبر وتفكر، وكيلا يُحمِّل النفس من المشقة مالا تحتمل، ففي الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اقرأ القرآن في شهر، قلت: أجدُ قوة، حتى قال: فاقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك ) ثم قال عمرو بعد أن أدركه الكِبَرَ: ( فليتني قبلتُ رخصة رسول الله ) . وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم، قوله: ( يا أيها الناس عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُووم عليه وإن قَلَّ، وكان آل محمد صلى الله عليه وسلم إذا عملوا عملاً أثبتوه ) رواه مسلم . ومعنى "أثبتوه" كما قال النووي : أي لازموه، وداوموا عليه . فتنبه لذلك - أخي الكريم - ولا تكن من الذين يهجرون كتاب الله، ولا يذكرونه إلا في مواسم معينة، ولتحرص كل الحرص وأنت تتلو كتاب الله أن تستحضر نية الإخلاص لله سبحانه، وأن تكون على حالة من الخشوع والوقار، لأنك تتلو كتاب رب العالمين. وقد كان من وصية بعض أهل العلم لولده قوله له: ( اقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل ) . وأخيراً يا أيها الآباء ويا أيها الأمهات ويا أيها المربون، استوصوا بالأجيال خيراً، نشئوها على حب كتاب ربها، علموها العيش في رحابه، والاغتراف من معينه الذي لا ينضب، فالخير كل الخير فيه، وتعاهدوا ما أودع الله بين أيديكم من الأمانات، بتربيتها تربية قرآنية، كي تسعدوا في الدنيا قبل الآخرة، فما هانت أمة الإسلام إلا بهجرها لكتاب ربها وبعدها عنه. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وحبِّب أبناءنا تلاوته وحفظه والتمسك به، واجعله نوراً على درب حياتهم، آمين .
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:44 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها * فضائل الوضوء الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، ثم أما بعد : فهذه جملة من فضائل الوضوء جمعتها ورتبتها لتكون دافعاً للمسلمين على إقامة هذه العبادة العظيمة ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل: (1) الوضوء طهارة ، والله عز وجل يحب المتطهرين ، قال تعالى: { لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)} التوبة. وقال تعالى:{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)} البقرة. وقال سبحانه :{ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)} المائدة. وقال جل شأنه :{ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ}[ الأنفال :11]. والطهارة بمعنى الطهارة الحسية من الأقذار والنجاسات والأحداث ، والطهارة المعنوية من الذنوب والمعاصي. (2) الوضوء من سنن الفطرة . أخرج مسلم واللفظ له وأبو داود وابن ماجه والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار وغسل البراجم ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص الماء ـ قال زكرياء قال مصعب ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة ـ . زاد قتيبة قال وكيع انتقاص الماء يعني الاستنجاء . (3) الطُهور شطر الإيمان. أخرج مسلم (223) وأحمد (22902) عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ. وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلآنِ - أَوْ تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالصَّلاَةُ نُورٌ وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا ». (4) الوضوء قبل النوم سبب من أسباب الموت على الفطرة مع ما ورد معه من دعاء فقد أخرج البخاري ومسلم عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ ثُمَّ قُلْ اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ . قَالَ فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا بَلَغْتُ اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ قُلْتُ وَرَسُولِكَ قَالَ: لَا وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ». (5) الوضوء سبب لقبول الدعاء فقد أخرج أبو داود والنسائي وصححه الألباني عن معاذ بن جبل : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال« ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا فيتعار من الليل فيسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه إياه » معنى يتعار أي يستيقظ من النوم . (6) الوضوء سبب لمغفرة الذنوب. أخرج البخاري ومسلم عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ أَنَّهُ رَأَى عُثْمَانَ دَعَا بِإِنَاءٍ فَأَفْرَغَ عَلَى كَفَّيْهِ ثَلاَثَ مِرَارٍ فَغَسَلَهُمَا ثُمَّ أَدْخَلَ يَمِينَهُ فِى الإِنَاءِ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَيَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لاَ يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ». وفي رواية أخرجها مسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ حُمْرَانَ مَوْلَى عُثْمَانَ قَالَ أَتَيْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ ثُمَّ قَالَ إِنَّ نَاسًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحَادِيثَ لاَ أَدْرِى مَا هِىَ إِلاَّ أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- تَوَضَّأَ مِثْلَ وُضُوئِى هَذَا ثُمَّ قَالَ « مَنْ تَوَضَّأَ هَكَذَا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَمَشْيُهُ إِلَى الْمَسْجِدِ نَافِلَةً ». وفي رواية في صحيح مسلم عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أيضاً رضي الله عنه قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ ». وأخرج مسلم وأحمد والترمذي عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ - أَوِ الْمُؤْمِنُ - فَغَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ كَانَ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - فَإِذَا غَسَلَ رِجْلَيْهِ خَرَجَتْ كُلُّ خَطِيئَةٍ مَشَتْهَا رِجْلاَهُ مَعَ الْمَاءِ - أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ - حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ ». (7) حلية المتوضئين إلى حيث يبلغ الوضوء: دليله ما أخرجه النسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي حازم قال : كنت خلف أبي هريرة وهو يتوضأ للصلاة فكان يمد يده حتى يبلغ إبطه قال سمعت خليلي يقول: " تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء". [ color=green]( الوضوء سبب لتميز المسلمين يوم القيامة ، ودليله ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ نُعَيْمٍ الْمُجْمِرِ قَالَ رَقِيتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ فَتَوَضَّأَ فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ أُمَّتِي يُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثَارِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ" . وفي صحيح مسلم منْ حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه : «...... فَقَالُوا كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ : « أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَىْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلاَ يَعْرِفُ خَيْلَهُ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنَ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ.........».[/color] (9) الوضوء شطر الإيمان : فقد أخرج مسلم وابن ماجة وغيرهما عَنْ أَبِى مَالِكٍ الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلأُ الْمِيزَانَ.......... ». (10) الوضوء يزيل أثر العين والحسد بإذن الله تعالى:فقد أخرج ابن ماجه واللفظ له وأحمد في المسند والنسائي في الكبرى وصححه الألباني عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل . فقال لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة . فما لبث أن لبط به . فأتي به النبي صلى الله عليه و سلم . فقيل له أدرك سهلا صريعا . قال : ( من تتهمون به ؟ ) قالوا عامر بن ربيعة . قال ( علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ) ثم دعا بماء . فأمر عامرا أن يتوضأ . فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين . وركبتيه وداخله إزاره . وأمره أن يصب عليه . وفي لفظ أحمد" فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ النَّاسِ لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ" . وأخرج أبو داود وصححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن ( الذي أصاب غيره بالعين ) فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين ( المصاب بعين غيره ) . (11) الوضوء سبب لرفع الدرجات ومحو السيئات : ودليله ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « أَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ». قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ ». وفي الصحيحين عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « صَلَاةُ أَحَدِكُمْ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلَاتِهِ فِي سُوقِهِ وَبَيْتِهِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً وَذَلِكَ بِأَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ لَا يَنْهَزُهُ إِلَّا الصَّلَاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلَّا رُفِعَ بِهَا دَرَجَةً أَوْ حُطَّتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ وَالْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ وَقَالَ أَحَدُكُمْ فِي صَلَاةٍ مَا كَانَتْ الصَّلَاةُ تَحْبِسُهُ». (12) الوضوء سبب لفتح أبواب الجنة للعبد: فقد أخرج مسلم عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الإِبِلِ فَجَاءَتْ نَوْبَتِى فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِىٍّ فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ « مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَّأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ مُقْبِلٌ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلاَّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ». قَالَ فَقُلْتُ مَا أَجْوَدَ هَذِهِ. فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَىَّ يَقُولُ الَّتِى قَبْلَهَا أَجْوَدُ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ قَالَ إِنِّى قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا قَالَ « مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ ». (13) الوضوء وصلاة ركعتين بعده سبب لدخول الجنة : ودليله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: « يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الاسلام إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة» . قال: « ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي » متفق عليه. (14) المحافظة على الوضوء من علامات الإيمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) أخرجه ابن حبان في صحيحه(1037) وابن أبي شيبة في المصنف(1/5/ رقم 35) عن ثوبان رضي الله عنه، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (115).
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:52 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
:: مدير ادارى :: اقسام النور
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها فضل الجهاد فى سبيل الله فرض الجهاد على كل مسلم فريضة لازمة حازمة، لا مناص منها ولا مفر معها، ورغب فيه أعظم الترغيب، فقال تعالى: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74)﴾ (النساء). وأشهد أن لا إله إلا الله أجزل ثواب المجاهدين والشهداء، قال تعالى: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)﴾ (آل عمران). وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه، بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، وحثَّ الأمة على الجهاد بأن بين ما للشهيد عند الله ، فعَنْ قَتَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ غَيْرُ الشَّهِيدِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ؛ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ"(1). اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد المجاهدين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه، ومن جاهد في سبيل الله إلى يوم الدين. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)﴾ (آل عمران). وأحذركم ونفسي من معصيته ومخالفة أمره، قال الله تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (46)﴾ (فصلت). إن الجهاد في سبيل الله فريضة ماضية إلى يوم القيامة ، وما من مسلم آمن بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً إلا وقد عقد مع الله بيعة على الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس ، وذلك بعقد موثق في الكتب الثلاثة قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)﴾(التوبة). وما أكثر من يقول: لا إله إلا الله، لكن الله حدَّد مواصفات المؤمنين الذين يمد الله إليهم يده ليعقد لهم تلك الصفقة في الآية التالية فقال تعالى: ﴿التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنْ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (112)﴾ (التوبة). فمن تحلى بتلك الصفات، وتخلق بتلك القيم، فإنه يتقدم إلى مولاه بيده طاهرة، وقلبه سليم، ورغبة صادقة في نيل الجنة. أما المفرطون والمسرفون على أنفسهم بالمعاصي، والقاعدون عن الطاعات وعمل الصالحات، لا سبيل لهم إلى الجنة إلا بالتطهر من الذنوب والآثام، والتحلي بما جاء في تلك الآيات من صفات، حتى يكون أهلاً لأن يضعوا أيديهم في يد الله ويعقدوا معه سبحانه وتعالى تلك الصفقة الرابحة. والمجاهد في سبيل الله له أجر الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر، عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ قِيلَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا يَعْدِلُ الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ؟ قَالَ: "لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ". قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يَقُولُ: "لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ". وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: " مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ، لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ، وَلاَ صَلاَةٍ، حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى"(2). أيها الأحباب الكرام: الإسلام رسمٌ للأمة طريق العزة، بأن اهتم بشأن الجهاد والجندية واستنفار الأمة، وحشدها كلها صفًّا واحدًا للدفاع بكل قواها عن الحق، كما تجد ذلك في دين الإسلام وتعاليمه، وآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول العظيم- صلى الله عليه وسلم- فياضة بكل هذه المعاني السامية، داعية بأفصح عبارة وأوضح أسلوب إلى الجهاد والقتال والجندية، وتقوية وسائل الدفاع والكفاح بكل أنواعها من برية وبحرية وغيرها على كل الأحوال والملابسات، ويتجلى ذلك بوضوح في قوله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 60)، فالقوة شعار الإسلام في كل نظمه وتشريعاته والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف" بل إن القوة شعار الإسلام حتى في الدعاء وهو مظهر الخشوع والمسكنة، واسمع ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم في خاصة نفسه، ويعلمه أصحابه ويناجي به ربه: "اللّهُمّ إِنّي أَعوذُ بِكَ مِنَ الْهَمّ وَالْحَزَنِ، وَأَعوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأعوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ والْبُخْلِ وَأعوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدّيْنِ وَقَهْرِ الرّجَال " ألا ترى في هذه الأدعية أنه قد استعاذ بالله من كل مظهر من مظاهر الضعف: ضعف الإرادة بالهم والحزن، وضعف الإنتاج بالعجز والكسل، وضعف الجيب والمال بالجبن والبخل، وضعف العزة والكرامة بالدين والقهر. فماذا تريد من إنسان يتبع هذا الدين إلا أن يكون قويًّا في كل شيء، شعاره القوة في كل شيء؟ واعلموا أيها الأكارم أن أول درجة من درجات القوة، قوة العقيدة والإيمان، ثم يلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح، وإذا توفرت تلك القوى وجب التحريض على الجهاد في سبيل الله، فبعد الأمر بإعداد القوة جاء الأمر بالتحريض على الجهاد، وإن ما نستطيعه من عدد أو عتاد أقل من العدو قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (65)﴾ (الأنفال). وصدق الله حين يقول: ﴿كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾ (البقرة: من الآية 249). ومن أعظم أسباب القوة مواجهة العدو في صف متلاحم كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)﴾ (الصف). وكذلك الثبات والذكر وعدم التنازع من أعظم عوامل الفلاح والنصر قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (45) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)﴾ (الأنفال). أيها المسلمون: لن يصلح الله حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهل كان صلاحهم إلا في صدق إيمانهم بالله، وهل كان عزهم وفلاحهم إلا بالجهاد، وعشقهم للشهادة في سبيل الله، وكيف لا وهم يوقنون بما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من أجر للشهيد عند ربه، فعن المقدامِ بنِ معدِ يكربَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "للشَّهيدُ عندَ اللهِ ستُ خصالٍ: يغفرُ لهُ في أوَّلِ دُفعةٍ، ويُرى مقعدهُ من الجنَّةِ، ويجارُ من عذابِ القبرِ ، ويأمنُ من الفزعِ الأكبرِ، ويوضعُ على رأسهِ تاجُ الوقارِ الياقُوتةُ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويشفَّعُ في سبعينَ من أقربائهِ"(3). وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لا يكلم(4) أحد في سبيل الله، والله أعلم بمن يكلم في سبيله، إلا جاء يوم القيامة، واللون لون الدم، والريح ريح المسك"(5). وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلاَّ كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ"(6). وإن الشهيد في سبيل الله ليتبوأ أعلى الجنان، وينعم بجوار الرحمن، فعن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهْيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، أَلاَ تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ، وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ(7)، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ، صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ. قَالَ: "يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى"(. أيها المسلمون: والرسول صلى الله عليه وسلم يحدثنا بأن تخلفه عن بعض الغزوات لم إلا لرفع الحرج عن الضعفاء والمواساة لمن لا يقدر على الخروج للجهاد، ولولا ذلك، لما تخلف عن أي غزوة في سبيل الله، فعن سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلاَ أَنَّ رِجَالاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ تَطِيبُ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَلاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ ، مَا تَخَلَّفْتُ عَنْ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ"(9). بل إن الشهيد ليتمنى العودة إلى الدنيا ليُقْتَل مرة أخرى في سبيل الله، وعن جَابِرَ بْنَ عِبْدِ اللهِ رضي الله عنه يقُولُ: لَمَّا قُتِلَ عِبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، يَوْمَ أُحُدٍ، قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "يَا جَابِرُ! أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللهُ عزَّ وجَلَّ لأَبِيكَ؟" قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللهُ أَحَدًا إِلاَ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا فَقَالَ: يَا عَبْدِي! تَمَنَّ عَلَىَّ أُعْطِكَ قَالَ: يَا رَبِّ! تُحْيِيِني فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيةً قَالَ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي (أَنَّهُمْ إِليْها لا يَرْجَعُونَ) قَالَ: يَا رَبِّ! فأَبْلِغْ مَنْ وِرِائي فأَنْزِلَ اللهِ عزَّ وَجَلَّ هَذهِ الآيَةَ : ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)﴾ (آل عمران)" رواه ابن ماجه. أيها الأخوة الأحباب: إن المجاهدين في سبيل الله يضاعف الله لهم الأجر، ويجزل لهم المثوبة، ويجعلهم في حصاد مستمر لا ينقطع، فقد كان من مشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء أنه أتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا جبريل، ما هذا..!؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف ، وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه"(10). وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقفون تلك المنح والعطايا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيتسابقون إلى ميدان الجهاد، ويتسابقون إلى الشهادة في سبيل الله، ففي معركة بدر وحين التقى المسلمون بالمشركين، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ". فقال: عُمَيْرُ بْنُ الْحُمَامِ الأَنْصَارِيُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَنَّةٌ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ. قَالَ: "نَعَمْ". قَالَ بَخٍ بَخٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ". قَالَ: لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِلاَّ رَجَاءَةَ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِهَا. قَالَ: "فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا". فَأَخْرَجَ تَمَرَاتٍ مِنْ قَرْنِهِ، فَجَعَلَ يَأْكُلُ مِنْهُنَّ، ثُمَّ قَالَ: لَئِنْ أَنَا حَيِيتُ حَتَّى آكُلَ تَمَرَاتِي هَذِهِ إِنَّهَا لَحَيَاةٌ طَوِيلَةٌ، فَرَمَى بِمَا كَانَ مَعَهُ مِنَ التَّمْرِ. ثُمَّ قَاتَلَهُمْ حَتَّى قُتِلَ(11). بل إن من جاء بعد النبي صلى الله عليه وسلم حين يسمع عن الجنة، وأنها تحت ظلال السيوف يُسرع نحو العدو مقاتلاً في سبيل الله فعَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ". فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ، فَقَالَ: يَا أَبَا مُوسَى آنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمُ السَّلاَمَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ، فَأَلْقَاهُ، ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوِّ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ(12). أيها المؤمنون: ما أعظم هذا الجيل، الذي حمل راية الإسلام، فتقدم إلى الجهاد، وأقبل على الشهادة، وتحمل وقع السيوف والنبال والرماح وما أدبر، بل لم تشغله الجراح والآلام عن مواصلة الضرب في الأعداء، وما أعظم هذا المثل الأعلى في الجهاد والتضحية الذي وقفه أنس بن النضر في غزوة أحد، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: غَابَ عَمِّي أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ عَنْ قِتَالِ بَدْرٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، غِبْتُ عَنْ أَوَّلِ قِتَالٍ قَاتَلْتَ الْمُشْرِكِينَ، لَئِنِ اللَّهُ أَشْهَدَنِي قِتَالَ الْمُشْرِكِينَ لَيَرَيَنَّ اللَّهُ مَا أَصْنَعُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ، قَالَ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ- يَعْنِي أَصْحَابَهُ- وَأَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ هَؤُلاَءِ"- يَعْنِي الْمُشْرِكِينَ- ثُمَّ تَقَدَّمَ، فَاسْتَقْبَلَهُ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يَا سَعْدُ بْنَ مُعَاذٍ، الْجَنَّةَ، وَرَبِّ النَّضْرِ إِنِّي أَجِدُ رِيحَهَا مِنْ دُونِ أُحُدٍ. قَالَ سَعْدٌ: فَمَا اسْتَطَعْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا صَنَعَ. قَالَ أَنَسٌ فَوَجَدْنَا بِهِ بِضْعًا وَثَمَانِينَ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ، أَوْ طَعْنَةً بِرُمْحٍ، أَوْ رَمْيَةً بِسَهْمٍ، وَوَجَدْنَاهُ قَدْ قُتِلَ وَقَدْ مَثَّلَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ، فَمَا عَرَفَهُ أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهُ بِبَنَانِهِ. قَالَ أَنَسٌ كُنَّا نَرَى أَوْ نَظُنُّ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِيهِ وَفِي أَشْبَاهِهِ: ﴿مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23)﴾ (الأحزاب). فانظر يا أخي كيف كانت الجنة تنسيهم الهموم والمصائب وتحملهم على الصبر عند المكاره، بل حين يدبر من بجانبه، يقبل هو على العدو ويضرب فيه بسيفه حتى يلقى الله شهيدًا ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ رَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عز وجل لِمَلاَئِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ"(13). أيها الأحباب الكرام: لا تحسبوا أن أجر الجهاد في سبيل الله قاصر على من يواجه الأعداء في ساحات النزال، وميدان القتال والمواجهة العسكرية، بل إن هناك أبوابًا شتى لنيل ثواب المجاهدين ونيل الشهادة في سبيل الله، ومن ذلك الجهر بالحق في وجه المستبدين، وتقديم النصح للظالمين، بل إن ذلك لمن أعظم الجهاد، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ"(14)، وَإِنَّمَا صَارَ ذَلِكَ أَفْضَلَ الْجِهَادِ؛ لأَنَّ مَنْ جَاهَدَ الْعَدُوَّ، كَانَ مُتَرَدِّدًا بَيْنَ الرَّجَاءِ وَالْخَوْفِ، لا يَدْرِي هَلْ يَغْلِبُ أَوْ يُغْلَبُ. وَصَاحِبُ السُّلْطَانِ مَقْهُورٌ فِي يَدِهِ، فَهُوَ إِذَا قَالَ الْحَقَّ، وَأَمَرَهُ بِالْمَعْرُوفِ، فَقَدْ تَعَرَّضَ لِلتَّلَفِ، وَأَهْدَفَ نَفْسَهُ لِلْهَلاكِ، فَصَارَ ذَلِكَ أَفْضَلَ أَنْوَاعِ الْجِهَادِ مِنْ أَجْلِ غَلَبَةِ الْخَوْفِ وقيل: إِنَّمَا كَانَ أَفْضَلَ لأَنَّ ظُلْمَ السُّلْطَانِ يَسْرِي فِي جَمِيعِ مَنْ تَحْتَ سِيَاسَتِهِ، وَهُوَ جَمٌّ غَفِيرٌ، فَإِذَا نَهَاهُ عَنْ الظُّلْمِ، فَقَدْ أَوْصَلَ النَّفْعَ إِلَى خَلْقٍ كَثِيرٍ، بِخِلافِ قَتْلِ كَافِرٍ. ومن قتل نفسه من أجل كلمة الحق يكون مثل سيد الشهداء في المكانة والمنزلة، فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَامَ إلَى إمَامٍ جَائِرٍ فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ، فَقَتَلَهُ"(15). وتجهيز المجاهدين، أو القيام على شئون أهليهم بمنزلة الغزو في سبيل الله، فعن زَيْدُ بْنُ خَالِدٍ الجهني رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ جَهَّزَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَدْ غَزَا، وَمَنْ خَلَفَ غَازِيًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِخَيْرٍ فَقَدْ غَزَا"(16) ، وإن الله ليضاعف النفقة في الغزو إلى سبعمائة ضعف، عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَنْفَقَ نَفَقَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ، كُتِبَتْ لَهُ بِسَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ"(17). ومن أجل ذلك كان الصحابة يتنافسون في النفقة في سبيل الله ففي غزوة تبوك ويسمى جيشها بجيش العسرة لضيق ذات اليد حين أَمَرَ النّاسَ بِالْجِهَازِ، وَحَضّ أَهْلَ الْغِنَى عَلَى النّفَقَةِ وَالْحُمْلانِ فِي سَبِيلِ اللّهِ، فَحَمَلَ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْغِنَى وَاحْتَسَبُوا، وَأَنْفَقَ عُثْمَانُ بْنُ عَفّانَ فِي ذَلِكَ نَفَقَةً عَظِيمَةً لَمْ يُنْفِقْ أَحَدٌ مِثْلَهَا، فقد أَنْفَقَ فِي جَيْشِ الْعُسْرَةِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ أَلْفَ دِينَارٍ، وفي رواية: وأنه التزم بثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم اللّهُمّ " ارْضَ عَنْ عُثْمَانَ، فَإِنّي عَنْهُ رَاضٍ"، وجاء عبد الرحمن بن عوف بمائتي أوقية فضة، وجاء أبو بكر بماله كلّه، ولم يترك لأهله إلا اللّه ورسوله- وكانت أربعة آلاف درهم- وهو أول من جاء بصدقته. وجاء عمر بنصف ماله، وجاء العباس بمال كثير، وجاء طلحة وسعد بن عبادة ومحمد بن مسلمة، كلهم جاءوا بمال. وجاء عاصم بن عدي بتسعين وَسْقًا من التمر، وتتابع الناس بصدقاتهم قليلها وكثيرها، حتى كان منهم من أنفق مُدًّا أو مدين لم يكن يستطيع غيرها. وبعثت النساء ما قدرن عليه من مَسَك ومعاضد وخلاخل وقُرْط وخواتم، ولم يمسك أحد يده، ولم يبخل بماله إلا المنافقون: ﴿الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ﴾ (التوبة: من الآية 79). بل إن النية الصادقة والرغبة الخالصة في الجهاد، والدعاء الخالص أن يمنحه الله الشهادة يرتقي إلى درجات الشهداء ولو مات على فراشه: عن سَهْلَ بْنَ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ"(18)، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ طَلَبَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيَهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ"(19). بل لقد جعل الله هؤلاء أكثر شهداء الأمة، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، عَنْ رسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَكْثَرَ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ الْفُرُشِ، وَرُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ"(20). أيها المسلمون: وإذا كان الجهاد، علامة الإيمان الصادق، والسبيل الأقوم والأسرع إلى جنات عرضها السماوات والأرض، فإن القعود عن الجهاد نقص في الإيمان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ، وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ"(21)، بل إن الذل ليحل بالأمة بالقعود عن الجهاد عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَقُولُ: "إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ"(22). بل إن الله ينزل عذابه الأليم في الدنيا لمن رضوا بالحياة، وقعدوا عن الجهاد قال الله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَ ةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)﴾ (التوبة). وقال عز وجل: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)﴾ (التوبة). وتأمل أيها الحبيب كيف أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل السبيل لرفع الذل، وعودة العز، إنما يكون بالرجوع إلى الدين، ولا عودة للدين ولا تمكين لشرائعه إلا بالجهاد في سبيل الله. فهو التجارة الرابحة المنجية من العذاب الأليم، والفوز بالجنة، والسبيل لتحقيق النصر قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ (13) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)﴾ (الصف). أيهـا الإخوة المسلمون: إن الأمة التي تحسن صناعة الموت، وتعرف كيف تموت الموتة الشريفة، يهب لها الله الحياة العزيزة في الدنيا، والنعيم الخالد في الآخرة، وما الوهن الذي أذلنا، ألا حب الدنيا، وكراهية الموت، فأعدوا أنفسكم لعمل عظيم، واحرصوا على الموت توهب لكم الحياة. واعلموا أن الموت لا بد منه، وأنه لا يكون إلا مرة واحدة، فان جعلتموها في سبيل الله كان ذلك ربح الدنيا وثواب الآخرة، وما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم، وتدبروا جيدًا قول الله تبارك وتعالى: ﴿ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا يَغْشَى طَائِفَةً مِنْكُمْ وَطَائِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنْ الأَمْرِ مِنْ شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (154) ﴾ (آل عمران). فاعملوا للموتة الكريمة، تظفروا بالسعادة الكاملة، رزقنا الله وإياكم كرامة الاستشهاد في سبيله
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 4:18 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل المدينة النبوية هي طيبة وطابة وهي الدار ، هذه بعض أسماء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما الدار فلأمنها والاستقرار بها ، وأما طابة وطيبة فمن الطيب ، وهو الرائحة الحسنة ، فهي آمنة مستقرة وهي طيبة العيش حسنة المسكن ، وهي دار هجرته وموطن ولايته ، منها انتشر النور فعم الدنيا وجلل أركانها ، أحبها النبي صلى الله عليه وسلم وأحبها أصحابه من المهاجرين والأنصار فغدا حبها دما يجري في دمائهم ، ونفسا يتردد مع أنفاسهم ، اختصها الله عز وجل بفضائل من عنده ، ومزايا من فضله فهي في الدنيا أفضل البقاع بعد مكة كرمها الله وشرفها ، فمن فضائلها : 1- أنها دار هجرته صلى الله عليه وسلم وأصحابه : فهي الحاضن الأول والمستقبل الأوحد حينذاك ، إذ أعرض عنه صلى الله عليه وسلم العرب قاطبة فجاء أهل المدينة فكانوا خير مستضيف لخير ضيف ، فعرف الله لهم فضلهم ، وبين في كتابه شأنهم ، وغدت المدينة بفضل الله ومنِّه أفضل البقاع بعد مكة حرسها الله. 2- هي محبوبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من البلاد : كيف لا وقد آوته ونصره أهلها فأحبها وأحبهم ، بل وأحب جبالها وآطامها ، ففي صحيح البخاري أنه عليه الصلاة والسلام دعا ربه قائلا :--- ( اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ) ، وقال في جبل أحد : ( هذا جبل يحبنا ونحبه ) فأي حب هذا الذي غمر النبي صلى الله عليه فغدا يصرح به ولا يكتمه ، أما حبه لأهلها فقد بلغ مبلغا عظيما ، حتى صرح بمكنونه لهم فقال : ----( لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار وادياً أو شعباً ، لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار ) . 3- أنها حرام بحرمة الله ورسوله إلى يوم الدين : فهي ليست كسائر البقاع بل لها من التعظيم والحرمة ما يقرب ما لمكة من ذلك ، ولئن حرم إبراهيم عليه السلام مكة فقد حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فقد دعا عليه الصلاة والسلام ربه فقال : ---( اللهم إن إبراهيم حرم مكة وإني أحرم ما بين لابتيها ) رواه البخاري . واللابتان الحرتان وهي الأرض التي تغطيها الحجارة السوداء ، وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما . 4- من فضائل المدينة النبوية وجود مسجده صلى الله عليه وسلم ، وهو أفضل المساجد بعد المسجد الحرام ، لذلك كانت الصلاة فيه مضاعفة ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ) متفق عليه ، ويختص المسجد النبوي أيضا باستحباب شدّ الرحال إليه كما جاء في الحديث : -----( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى ) متفق عليه . 5- الروضة الشريفة: وهذه فضيلة أخرى للمدينة النبوية، وهي وجود الروضة الشريفة، التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنها أنها روضة من رياض الجنة ، قال - صلى الله عليه وسلم - كما في الصحيحين : ----( ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ). 6- مسجد قباء : وهو أحد فضائل المدينة ، ويختص بأن من أتاه فصلى فيه كانت له كعمرة ، لما رواه النسائي عن سهل بن حنيف رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :----- ( من خرج حتى يأتي هذا المسجد - مسجد قباء - فصلى فيه كان له عدل عمرة ) وفي سنن الترمذي عن أسيد بن ظهير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلاة في مسجد قباء كعمرة ) . 7- فضيلة العيش فيها ، وتفضيلها عما سواها من البلاد بأحاديث صحاح ثابتة ، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم :------- ( تفتح اليمن فيأتي قوم يُبِسون - أي يزينون لهم البلاد ويحببونها إليهم ويدعونهم إلى الرحيل إليها- فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح الشام فيأتي قوم يُبِسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، وتفتح العراق فيأتي قوم يُبِسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم ، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ) متفق عليه . بل حث صلى الله عليه وسلم على ملازمة العيش فيها حتى الموت ، فقال عليه الصلاة والسلام : ( من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها ، فإني أشفع لمن يموت بها ) رواه الترمذي ، وحث النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصبر على لأوائها، وألا تمنع المسلم شدتها من البقاء فيه، فقال صلى الله عليه وسلم : -------( لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شهيداً أو شفيعاً يوم القيامة ) وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - شديد التعلق بها حتى كان يدعوا الله أن يجعل موته فيها، فكان من دعائه " اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك " فاستجاب الله دعاءه . 8- بركة طعامها : فهي أرض مباركة ، بارك الله في أقواتها وأرزاقها ومدها وثمرها ، بدعاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لها ، ففي صحيح مسلم أن الناس كانوا إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا أخذه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ---------( اللهم بارك لنا في ثمرنا ، وبارك لنا في مدينتنا ، وبارك لنا في صاعنا ، وبارك لنا في مدنا ، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك ، وإني عبدك ونبيك ، وإنه دعاك لمكة ، وإني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة ومثله معه ) -- فأي عيش طيب وأي مسكن هني ، أطيب من عيش المدينة ومسكنها ، وقد دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الدعاء المبارك ؟. 9- مصانة من الطاعون والدجال : فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : --------( على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال ) متفق عليه. والأنقاب هي الطرق والمسالك ، وفي هذا الحديث فضل كبير للمدينة أنه لا يدخلها الدجال وهو رأس كل فتنة ، ولا الطاعون وهو المرضُ العامُّ والوَباء الذي يُفْسِد الهواء فتفسُدُ به الأمْزِجَة والأبْدان ، فالمدينة محفوظة بحفظ الله من أعظم الفتن في الدين وهو الدجال ، ومن أعظم الأدواء في الأبدان وهو الطاعون نسأل الله السلامة والعافية . 10- المدينة تنفي خبثها : فعن جابر رضي الله عنه قال : جاء أعرابي النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام فجاء من الغد محموما ، فقال : أقلني فأبى ثلاث مرار ، فقال : --------( المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها ) رواه البخاري . وعن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : --------( إنها طيبة يعني المدينة وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة ) رواه مسلم . 11- مأوى الإيمان ومأرزه: فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن الإيمان ليَأْرِِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحية إلى جحرها ) متفق عليه . ومعنى يأرز أي : ينضم إليها ويجتمع فيها. 12- القبر الشريف : وهو مما ضمته المدينة النبوية ، على صاحبها صلوات الله وسلامه الدائمين الشاملين ، فينبغي لمن قصد مسجده بالزيارة أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما ، وقد بينا ذلك في مقال آداب زيارة المسجد النبوي . هذه هي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك هي فضائلها ، فلا عجب إذاً أن تكون لهذه البقعة المباركة مكانة في النفوس ليست لغيرها من المواطن .
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 4:22 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *تابع فضل المدينة النبوية - [ إن الله تعالى سمَّى المدينة طابة ] (رواه أحمد ومسلم والنسائي). - [ إن الله أمرني أن أُسمي المدينة طابة ] (رواه الطبراني ، وصححه الألباني). - [ اللهم أجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة ] (رواه أحمد في المسند والبخاري ومسلم). - [ اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك لأهل مكة بالبركة، وأنا محمد عبدك ورسولك، أدعوك لأهل المدينة أن تبارك لهم في مُدهم مِثلي ما باركت لأهل مكة ،مع البركة بركتين ] (رواه الترمذي ، وصححه الألباني). - [ إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها ] (رواه البخاري ومسلم ، وأحمد في المسند وابن ماجه) . - [ إنما المدينة كالكير؛ تنفي خبثها وتنصع طيبها ] (رواه أحمد في المسند ، والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي). - [ إنها طيبة تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد ] (رواه البخاري ومسلم والنسائي). - [ إني أُحَرِّم ما بين لابتي المدينة ، أن يقطع عضاها أو يقتل صيدها ، المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون ، لا يدعها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها من هو خير منه ، ولا يثبت أحد على لأوائها وجهدها إلا كانت له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة ، ولا يريد أحد أهل المدينة بشرّ إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص ، أو ذوب الملح في الماء ] (رواه أحمد في المسند والترمذي وابن ماجه ، وابن حبان ، وصححه الألباني). - [ من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها فإني أشفع لمن يموت بها ] (رواه أحمد في المسند والترمذي وابن ماجه وابن حبان ، وصححه الألباني) . - [ من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين جنبي ] (رواه أحمد في المسند ، والبخاري في تاريخه ، وابن عساكر ، وصححه الألباني) . - [ من أخاف أهل المدينة أخافه الله ] (رواه ابن حبان عن جابر وابن النجار ، والإمام أحمد في المسند ، والنسائي والدولابي وابن عساكر عن السائب وصححه الألباني). - [ من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح بالماء ] (رواه مسلم ، وأحمد ، وابن ماجه). - [إنها حرم آمن ، إنها حرم آمن - يعني المدينة - ] (رواه مسلم أحمد وابن ماجه). - [ المدينة حرام ما بين عَيْر إلى ثور ،فمن أحدث فيها حدثاً أو آوى فيها محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين] ( رواه أبو داود في المستدرك والإمام أحمد والبخاري ومسلم). - [ على أنقاب المدينة ملائكة ، لا يدخلها الطاعون والدجال ] (رواه الحاكم في المستدرك والإمام أحمد والبخاري ومسلم). - [ لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال ،لها يؤمئذ سبعة أ بواب على كل باب ملكان ] (رواه البخاري). - [ يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله] (رواه أحمد والبخاري والترمذي) . - [ إن إبراهيم حرم مكة ودعا لأهلها ، وإني حرّمت المدينة كما حرم إبراهيم مكة ،وإني دعوت في صاعها ومدها بمثلي ما دعا إبراهيم لأهل مكة ] (رواه البخاري ومسلم). - [ إني أحرم ما بين لابتي المدينة أن يقطع عضاها أو يقتل صيدها ] (رواه مسلم) . قال شيخ الإسلام : " بهذا يعلم أنه ليس في الدنيا حرم ثالث لا بيت المقدس ولا غيره ، إلا هذان الحرمان، ولا يُسَمَّى غيرهما حرماً كما يسمي الجهال فيقولون حرم المقدس وحرم الخليل ...وغيرهما، ليسا بحرم باتفاق المسلمين ، والحرم المجمع عليه حرم مكة ،وأما المدينة فلها حرم عند جمهور أهل العلم كما جاء في الأحاديث ، ولم يتنازع المسلمون في حرم ثالث إلا (وج) وهو واد بالطائف ، فقد جاء في مسند أحمد وسنن أبي داود وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ إن صيد وج وعضاهه حرام محرّم لله عز وجل] فالجمهور ضَعَّفَوا هذا الحديث وقالوا : " إن وجاً ليس بحر وقد صححه الشافعي وغيره وأخذوا به فهو حرم عندهم والله أعلم". يقول الشيخ ابن باز رحمه الله :والصواب قول الجمهور لضعف الحديث . يقول الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله مُعلقاً على فضل المدينة ، مؤكداً على مكانتها : "أليست المدينة المنوّرة مقرّ الإسلام ، ومهبط الوحي ، ومصدر الحضارة الإسلامية ، وينبوع الكمالات والفضائل الإنسانية ؟؟ بلى وبلى مرات ومرات ! ثم يقول : لم لا يشرف أهل المدينة ولم لا يعلو قدرهم ولم لا يفضلون عن غيرهم ؟؟ أليسوا حماة الحمى ؟ أليسوا حراس الفضائل ؟ أليسوا أمناء مركز الإشعار الإسلامي والرحمة والنور ؟ بلى في كل ذلك وفوقه أنهم جيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وعُمَّار مسجده ، وسكان بلده ، والمرابطون في حرمه". ويرحم الله عمر بن عبد العزيز الخليفة الراشد ؛ فقد روى مالك في الموطأ أنه لما خرج من المدينة التفت إليها فبكى ثم قال : "يا مزاحم - مولاه - أنخشى أن يكون ممن نفت المدين ؟ . فوائد متفرقة: - للمدينة عشرة أسماء : المدينة ، طيبة ، طابة ، مسكينة ، جبار، مجبورة ، يَنْدَد ، يثرب ، الإيمان ، الدار. (من كتاب الرياضي من النضرة) ومن أسمائها :المحبوبة والمحببة . وجاء أيضاً في مصادر أخرى : القاصمة ، المرحومة ، المُحبَّة ، الهدرا ، العذرا ، مدخل صدق ، حسنة ، الحبيبة ، دار الهجرة ، دار السنة ، البلاط ، وذكر أن أسماءها تصل إلى أربعين اسماً . يقول الشيخ سعود الشريم :(وتكره تسمية المدينة "يثرب" ، لقوله صلى الله عليه وسلم : [أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدنية تنفي الناس كما ينفي الكير خُبث الحديد] (رواه البخاري ومسلم) . قيل تأكل القرى ، لأنها مركز جيوش الإسلام ، أو لأنها أول الإسلام منها أو لأن أكلها وميراثها يكون من القرى المفتتحة ، لأن الغنائم تساق إليها ، أو لأنها تفرّغ القرى بوجوب الهجرة إليها فكأنها أكلتها . وذكر ابن الجوزي في "مثير الغرام الساكن" بسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال: [ من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت فإن من مات بالمدينة شفعت له يوم القيامة ] . وذكر أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : [ غبار المدينة شفاء من الجذام]. وذكر عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : " كل البلاد افتتحت بالسيف وافتتحت المدينة بالقرآن ، وهي مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحل أزواجه وفيها قبره" . وكان مالك بن أنس يقول في فضلها : "هي دار الهجرة والسنّة وهي محفوفة بالشهداء ، واختارها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، فجعل قبره بها ، وبها روضة من رياض الجنة ، وفيها منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم . فضل المسجد النبوي: إن المسجد النبوي الشريف من المساجد التي أُسست على التقوى ، وقد ثبت ذلك من كتاب الله وسنة رسول الله صلى عليه وسلم . قال الله تعالى : (لمسجد أُسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) . واختلف العلماء في تفسير هذه الآية ، وتعيين المسجد الذي أسس على التقوى . قال الإمام ابن كثير يرحمه الله : "وقد صرح بأنه مسجد قباء جماعة من السلف" ، ثم ذكر رحمه الله من ذهب إلى ذلك ثم قال : وقد ورد في الحديث الصحيح أن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في جوف المدينة هو المسجد الذي أسس على التقوى ، وهذا صحيح ولا منافاة بين الآية وبين هذا لأنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى من أول يوم فمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة الأولى والأحرى ؛ولهذا قال الإمام أحمد ابن حنبل في مسنده : حدثنا أبو نعيم حدثنا عبد الله بن عامر الأسلمي عن عمران ابن أبي أنس عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا ] (تفرد به أحمد . أ هـ) . وروى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال : [ دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه فقلت يا رسول الله : " أي المسجدين الذي أسس على التقوى ؟ " قال : فأخذ كفاً من حصباء فضرب به الأرض ثم قال : [ هو مسجدكم هذا] (مسجد المدينة) . قال السمهوري (المتوفى سنة 911 هـ) : إن كُلاً من مسجد المدينة ومسجد قباء يصدق عليه أنه أسس على التقوى من أول يوم تأسيسه كما هو معلوم وأنهما المراد من الآية لكن يشكل عليه كون النبي صلى الله عليه وسلم أجاب عند السؤال عن ذلك بتعيين مسجد بالمدينة وجوابه أن السر في ذلك أنه صلى الله عليه وسلم أراد به رفع توهم أن ذلك خاص بمسجد قباء كما هو ظاهر ما فهمه السائل وتنويهاً بمزية مسجده الشريف لمزيد فضله أ هـ. وبنفس الجواب أجاب الحافظ ابن حجر في الفتح . قال الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله : "إن مصدر كل فضل وخير وبركة هو الله تعالى وحده ، وبدون شك فإنه ما شرف مكان ولا فضل زمان إلا والله تعالى هو المشرف له عن غيره والمفضل له عما سواه . ومن المجمع عليه عندنا أمة الإسلام أن هناك أماكن مقدسة مباركة ، فاضلة ومثلها أزمنة متفاضلة مباركة فليلة القدر خير من ألف شهر ويوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس ونحن نعلم أن سبب فضلهما لم يكن لذاتهما بل كان لما لابسهما أو قوع فيهما فليلة القدر شرفت بنزول القرآن فيها ويوم عرفة فضل لما يقع فيه من التجليات الربانية لأهل الموقف ومن هذه الأمكنة الشريفة الفاضلة المسجد الحرام ومسجده صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى الذي بارك الله حوله من أرض الشام فالمسجد الحرام فضل لأنه لابسه بيت الله والمسجد النبوي شرف لأنه لابسه رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى تشرَّف لأنه باركه الله ففضل الكل عائد إلى الله والله عز شأنه مصدر كل إفضال ومعطي كل إنعام . ثم أشار الشيخ الجزائري لاستنباط لطيف حيث قال : ولقد نوَّه الله تبارك وتعالى بشأن هذه المساجد الثلاثة بقوله : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ) فذكر الأول والثالث باسميهما المعروفين عند نزول الآية وأشار إلى الثاني ولم يصرّح باسمه لكونه لم يظهر بعد إلى حيز الوجود ، ثم قال الشيخ وبيان ذلك أن لكلمة الأقصى اسم تفضيل تقتضي بوضعها أنها مفضلة على غيرها ، وهي كلمة للقاصي ومن كان بالمسجد الحرام فالمسجد القاصي بالنسبة إليه هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنوّرة ، والمسجد الأقصى هو ما كان أبعد من ذلك وهو المسجد الأقصى المصرح باسمه في الآية . فمن هنا علمنا أن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد ذكر بالإشارة ضمن المسجدين العظيمين المنوه بشأنهما في الآية . فمسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إذا مسجد فاضل مفضَّل في كتاب الله عز وجل وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم: زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم مستحبة في أي وقت من الأوقات ولا تقيد بالحج ، فهي مشروعة قبل الحج أو بعد الحج وسواء كان الزائر حاجاً أو غير حاج. يقول الشيخ أبو بكر الجزائري حفظه الله : " لما كانت زيارة المسجد النبوي مشروعة بإذن الشارع ، فهي إذاً قربة وعبادة ، وكل عبادة تفتقر إلى نيَّه لقوله صلى الله عليه وسلم : [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ] فيتعيّن على من أراد زيارة المسجد النبوي أن ينوي بزيارته التقرب إلى الله تعالى ثم أن هذه الزيارة لا تختص بوقت معين ، ككثير من أنوع القربات والطاعات التي جعل الشارع زمنها مطلقاً كالعمرة مثلاً تصح في أي وقت من أوقات السنة ، وبناء على ذلك فتخصيص زيارة المسجد النبوي برجب وإطلاق اسم الرجبية على هذه الزيارة ليس بمعروف شرعاً ، بل هو من تحسين الرجال ومبتدعات الضُّلال فالأقرب إلى الشريعة والذي ينبغي اتباعه أن لا يخصص شهر خاص من شهور السنة لزيارة المسجد النبوي بل يراعي كل زائر وظروفه ومصلحته. ولذا كان لا مانع من فعلها في وقت أداء فريضة الحج . لأن العلّة في ذلك ظاهرة وهي الاقتصاد في النفقة والتجنب للكلفة المترتبة على إنشاء سفر خاص تهيئ له ظروفه وتعد له أزودته" . ثم يقول الشيخ حفظه الله : "فمن عزم على زيارة المسجد النبوي ، فليطلب مكسبه وليختر رفقته ولينو بزيارته التقرّب إلى الله والاستنان بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأن الله تعالى يتقرّب إليه بالفرائض والنوافل ، والرسول يتحبب إليه بعمل سنته واتباع طريقته ، وقد سَنَّ عليه الصَّلاة والسلام هذه الزيارة ، ورغَّب فيها بقوله : [ لا تُشَدُّ الرّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ) ". يقول الشيخ سعود الشريم حفظه الله : " بعض الناس في هذا العصر حينما أصبح يشق على كثير منهم أن يفردوا زيارة مستقلة لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك بسبب كثرة الناس وصعوبة الإمكانات التي تساعد على ذلك ، صاروا يجمعون بين الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف وهذا لا بأس به" ا.ه. لكن المحظور أن يعتقد أن زيارة المسجد من سنن الحج أو واجباته كما سيأتي بيانه. القبر أم المسجد: يقول الشيخ سعيد عبد العظيم حفظه الله في كتابه (الإنارة في الحج والعمرة والزيارة) : ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ولا شرطاً في الحج بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كان قريباً منه وهذا بإجماع الصحابة والتابعين وأئمة الدين كالأئمة الأربعة وغيرهم ، والأحاديث الواردة في زيارة القبر النبوي بعد الحج لا يصح منها شيء ، وقد ثبت في الصحيحين [ لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي والمسجد الأقصى ] ، فزيارة المدينة مستحبَّة إما قبل الحج أو بعده وشد الرحال لمسجده الشريف مشروع ، أما زيارة القبر فهي تبع لزيارة المسجد ، وليست ركنا من أركان الحج ولا من واجباته وسننه ، وأنكر الشيخ في موضع آخر من كتابه ما شاع على ألسنة البعض أنه ذاهب لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم ،ولا يشرع شد الرحال إلا لثلاثة مساجد كما ورد في الحديث" . قلت : ولقد رأيت وسمعت من يقول في خطبه :إن من مناسك الحج زيارة سيد القبور قبر النبي صلى الله عليه وسلم !!! . وقال الشيخ حسن أيوب في كتابه (دليل الحاج) : "زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيها القاضي عياض إنها سنة مؤكدة مجمع عليها وفضيلة مرغَّب فيها ، وقال بعض المالكية والظاهرية إنها واجبة ولا دليل لهم على ذلك ، ولذلك قال بعض الحنابلة إنها غير مشروعة وبذلك قال ابن تيمية وأنكر إنكاراً شديداً على ما يقع فيه جهله العوام وبعض الخواص من التمسح بالحديد المسّور للقبر الشريف ، ودعائهم النبي صلى الله عليه وسلم ، واستغاثتهم به وتقبيل الحوائط من حول القبر وتزاحم النساء وسط الرجال في صورة مزرية محرمة بإجماع المسلمين وإنه لمحق في ذلك الإنكار الذي هو واجب العلماء بالدين ، وواجب ولاة الأمر ، حتى لا تقع منكرات في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي شعّ منه نور الهدى على العالمين وطُبّق فيه الإسلام صافياً خالصاً من الأهواء والبدع عدة قرون. وفي كتاب (المنهاج للمعتمر والحاج) نقل الشيخ سعود الشريم عن شيخ الإسلام رحمه الله قوله : ولهذا لما أدخلت الحجرة في مسجده المفضل في خلافة الوليد بن عبد الملك بنوا عليها حائطاً وسنموه وحرفوه ، لئلا يصلي أحد إلى قبره الكريم صلى الله عليه وسلم فقد استجاب الله دعاءه فلم يتخذ ولله الحمد وثناً كما اتخذ قبر غيره بل ولا يتمكن أحد من الدخول إلى حجرته بعد أن بنيت الحجرة ،وقبل ذلك ما كانوا يمكنون أحداً من أن يدخل إليه ليدعو عنده ولا يصلي عنده ولا غير ذلك مما يفعل عند قبر غيره فإن من كان قبله من الأنبياء إذا ابتدع أحدهم بدعة بعث الله نبياً ينهى عنها وهو صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء لا نبي بعده فعصم الله أمته أن تجتمع على ضلالة وعصم قبر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتخذ وثناً فإن ذلك والعياذ بالله لو فعل لم يكن بعده نبي ينهى عن ذلك . وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى إلى هذه المسألة في نونيته فقال : ودعا بألاّ يُجْعَل القبر الذي قد ضمه وثناً من الأوثان فأجاب ربّ العالمين دعاءه وأحاطــه بثلاثة الجدران حتى غدت أرجاؤه بدعائه فـي عِـزّة وحماية وصيان وقال رحمه الله : الرب رب والرسول فعبــده حقاً وليس لنا إله ثـــان لله حق لا يكون لغيــــره ولعبده حق هما حقـــان لا تجعلوا الحقين حقاً واحـداً من غير تمييز ولا فـــرقان فالحج للرّحمن دون رسولــه وكذا الصَّلاة وذبح ذا القربان وكذ السجود ونذرنـا ويميننا وكذا متاب العبد من عصيان وكذا العبادة واستعانتنا بــه إيّاك نعبد ذان تــوحيدان . أما العلامةالشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله فيقول : ليست زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبه ولا شرطاً في الحج كما يظنه بعض العامة وأشباههم ، بل هي مستحبة في حق من زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أو كان قريباً منه. أما البعيد عن المدينة فليس له شد الرحل بقصد زيارة القبر ، ولكن يسن له شد الرحل لقصد المسجد الشريف ، فإذا وصله زار القبر الشريف ، وقبر صاحبيه تبعاً لزيارة مسجده صلى الله عليه وسلم ، وذلك لما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ لا تشد الرحال ….]، ولو كان شد الرحال لقصد قبره عليه السلام أو قبر غيره مشروعاً لدل الأمة عليه وأرشدهم إلى فضله ، لأنه أنصح الناس وأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ، وقد بلَّغ البلاغ المبين ودلّ أمته على كل خير وحذرهم من كل شر ،كيف وقد حذر من شد الرحل لغير المساجد الثلاثة وقال : [ لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم] . والقول بشرعية شد الرحال لزيارة قبره صلى الله عليه وسلم يفضي إلى اتخاذه عيداً ووقوع المحذور الذي خافه النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو والإطراء كما قد وقع الكثير من الناس في ذلك بسبب اعتقادهم شرعية شد الرحال لزيارة قبره عليه السلام . وأما ما يروى في هذا الباب من الأحاديث التي يحتج بها من قال بشرعية شد الرحال إلى قبره عليه السلام ، فهي أحاديث ضعيفة الأسانيد بل موضوعة كما قد نبّه على ضعفها الحفّاظ كالدارقطني والبيهقي والحافظ ابن حجر وغيرهم ؛فلا يجوز أن يعارض بها الأحاديث الصحيحة الدالة على تحريم شد الرحال لغير المساجد الثلاثة". ثم ذكر الشيخ رحمه الله شيئاً من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب ليعرفها القارئ ويحذر من الاغترار بها وهي : الأول : [ من حج ولم يزرني فقد جفاني ]. الثاني : [ من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي ]. الثالث : [ من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة ]. الرابع : [ من زار قبري وجبت له شفاعتي ]. يقول الشيخ رحمه الله : "فهذه الأحاديث وأشباهها لم يثبت منها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الحافظ ابن حجر في التلخيص - بعدما ذكر أكثر الروايات - طرق هذا الحديث كلها ضعيفة . وقال الحافظ العقيلي : لا يصح في هذا الباب شيء . وجزم شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أن الأحاديث كلها موضوعة وحسبك به علماً وحفظاً واطلاعاً". ثم يقول رحمه الله : "ولو كان شيء منها ثابتاً لكان الصحابة رضي الله عنهم أسبق الناس إلى العمل به ، وبيان ذلك للأمة ، ودعوتهم إليه ، لأنهم خير الناس بعد الأنبياء ، وأعلمهم بحدود الله وبما شرعه لعباده وأنصحهم لله ولخلقه فلما لم ينقل عنهم شيء من ذلك دلَّ ذلك على أنه غير مشروع ولو صح منها شيء لوجب حمل ذلك على الزيارة الشرعية التي ليس فيها شد الرحال لقصد القبر وحده جمعاً بين الأحاديث ، والله سبحانه وتعالى أعلم" . من كتاب (التحقيق والإيضاح) للشيخ ابن باز رحمه الله . قال الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي - شفاه الله وعافاه - مشيراً إلى مسألتين قائلاً : من المهم أن تفهمهما فهماً جيداً : (المسألة الأولى) : زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم : فإذا كانت زيارة سائر القبور مسنونة لما ورد في الحديث : [ كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، فزوروها فإنها تذكر الآخرة ] فقبره صلى الله عليه وسلم أولى وأفضل ، أما أحاديث الزيارة التي أوردها كثير من الفقهاء كمثل ما رواه الدارقطني عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من حج فزار قبري بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي] وفي رواية : [ من زار قبري وجبت له شفاعتي] . وأمثال هذا الحديث فلم يثبته المحققون بل ضعفوها ، وطالما طنطن الجامدون وجادلوا المصلحين والموحدين بأمثال هذه الأحاديث الواهية فلا تغتر بما سطَّره أولئك فليس له نصيب من الصحة وإن قال به أجلاء ، فالحق أحق أن يتبع وما أشاعه الجاهلون والمغرضون من القبوريين المنحرفين من أن الحنابلة النجديين يحرمون زيارة القبور أو يحرمون زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فكذب مختلق ، فهذه كتبهم بين أيدينا ليس فيها ما يزعمه الزاعمون .
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 4:27 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها *فضل الذكر الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. فإن من أفضل ما يتخلق به الإنسان وينطق به اللسان الإكثار من ذكر الله -سبحانه وتعالى- وتسبيحه، وتحميده وتلاوة كتابة العظيم والصلاة والسلام على رسوله محمد- صلوات الله وسلامه عليه- مع الإكثار من دعاء الله -سبحانه- وسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية، والاستعانة به، والالتجاء إليه بإيمان صادق وإخلاص وخضوع وحضور قلب يستحضر به الذاكر والداعي عظمة الله وقدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة. وقد ورد في فضل الذكر والدعاء والحث عليهما آيات كثيرة وأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر ما تيسر منها: - {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا* هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} [الأحزاب: 41-43]. وقال تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152]. وقال تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]. وقال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ} [آل عمران: 190-191]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45]. وقال تعالى: {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا} [البقرة: 200]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون} [المنافقون: 9]. وقال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور: 37]. وقال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ} [الأعراف: 205]. وقال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّـهِ وَاذْكُرُوا اللَّـهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الجمعة: 10]. والإكثار من ذكر الله -تبارك وتعالى- ودعائه سبحانه مستحب في جميع الأوقات والمناسبات وفي الصباح والمساء وعند النوم واليقظة ودخول المنزل والخروج منه، وعند دخول المسجد والخروج منه، لما سبق من الآيات الكريمات ولقوله تعالى أيضَا: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } [غافر: 55]. وقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} [ق: 39]. وقوله تعالى: {وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ} [الأنعام: 52]. وقوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَىٰ إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا} [مريم: 11]. وقوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} [الطور: 48]. وقوله تعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّـهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17-18]. وقال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]. وقال سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]. وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ* وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 55- 56]. وقال سبحانه: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]. وفي صحيح مسلم عن عقبه بن عامر – رضي الله عنه – قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: «"أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بطحان أو إلى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟"، فقلنا: "يا رسول الله نحب ذلك". قال: "أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله -عز وجل- خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل"» [صحيح مسلم]. وفي صحيح البخاري عن عثمان – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه». وفي صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه». وفي صحيح مسلم أيضا من حديث النواس بن سمعان – رضي الله عنه – قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: "كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق، أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما"». وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ، ولكن (ألف) حرف و(لام) حرف، و(ميم) حرف» [رواه الترمذي بسند حسن]. وثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تدل على فضل الذكر والتحميد والتهليل والتسبيح والدعاء والاستغفار كل وقت وفي طرفي الليل والنهار وفي أدبار الصلوات الخمس بعد السلام نذكر بعضها. فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «سبق المفردون" قالوا يا رسول الله من المفردون؟ قال: "الذاكرون الله كثيرا والذاكرات». [ رواه مسلم]. وفي صحيح مسلم أيضا عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني:كلاما أقوله قال: «قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم ) فقال: يا رسول الله إن هؤلاء لربي فما لي؟ قال: " قل: اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني». وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله» [أخرجه النسائي وصححه ابن حبان ، والحاكم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه]. وقال عليه الصلاة والسلام: «ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله». [أخرجه ابن أبي شيبه والطبراني بإسناد حسن عن معاذ بن جبل رضي الله عنه]. وقال معاذ بن جبل -رضي الله عنه- : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أخبركم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم. قالوا: "بلى يا رسول الله"، قال: "ذكر الله"» [رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجة بإسناد صحيح]. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يقعد قوم يذكرون الله -عز وجل- إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده» [ رواه مسلم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما]. وقال صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل» [متفق عليه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه]. وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر». وفي الصحيحين أيضًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كلمتان خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم». وأخرج الترمذي وغيره بإسناد حسن عن أبي سعيد وأبي هريرة -رضي الله عنهما- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما قعد قوم مقعدا لم يذكروا الله فيه -عز وجل- ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه و سلم إلا كان عليهم ترة، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم». وقالت عائشة -رضي الله عنها- : «كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه» [أخرجه مسلم في صحيحه]. وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه» [أخرجه مسلم في صحيحه]. وفي الصحيحين واللفظ لمسلم عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه قال: «يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي وفي بيتي قال: "قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم». وعن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الدعاء هو العبادة» [أخرجه أصحاب السنن الأربعة بإسناد صحيح]. وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك» [رواه مسلم في صحيحه]. وعنه -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء» [رواه النسائي وصححه الحاكم]. وعن بريدة – رضي الله عنه – قال: سمع الني صلى الله رجلا يقول: «اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد سأل الله باسمه الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب» [أخرجه الأربعة وصححه ابن حبان]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي وأجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي من كل شر» [أخرجه مسلم]. وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو: «اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي ، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير» [متفق عليه]. وعن أنس – رضي الله عنه – قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني، وارزقني علما تنفعني به» [رواه النسائي والحاكم وصححه الألباني على شرط مسلم في السلة الصحيحة]. وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [رواه البخاري]. وعن ابن عمرو -رضي الله عنه- قال: «كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة. "رب أغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور» [رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح أبو داود]. وعن شداد بن أوس -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنت على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت» [رواه البخاري في صحيحه]. والآيات والأحاديث في فضل الذكر والدعاء والاستغفار كثيرة معلومة. والله أسال أن ينفعني بها وجميع المسلمين، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 4:32 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها * فضل السماحة فى البيع والشراء عن جابر رضى الله عنه رسول الله صلى الله علية وسلم قال: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) رواه البخاري. (إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) أي طلب قضاء حقه بسهولة والمراد بالسماحة ترك المضاجرة ونحوهما لا المماكسة في ذلك. وعن أبي قتادة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول: (من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه) رواه مسلم. (وعن أبي قتادة رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله علية وسلم يقول من سره) أي أفرحه. (أن ينجيه الله) أي يجعله ذا نجاه. (من كرب) وهي غم يأخذ بالنفس لشدته. (عن معسر) أي ليؤخر مطالبة الدين عن المدين المعسر، وقيل معناه يفرج عنه. (أو يضع عنه) أي يحط عنه وهذا مقتبس من قوله تعالي: { وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} سورة البقرة الآية 280. وعن ابي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: (كان رجل يداين الناس، وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه) متفق عليه. (وعن ابي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: كان رجل) أي ممن قبلكم. (وكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا) أي لمطالبة ما عنده. (فتجاوز عنه) يدخل في التجاوز الإنذار والوضيعة وحسن التقاضي. (لعل الله أن يتجاوز عنا) فيكون الجزاء من جنس العمل. (فلقي الله) كناية عن الموت أو لقيه بعده. (فتجاوز) أي عفا. وعن ابن هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: (من أنظر معسرا أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. (وعن ابي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله علية وسلم: من أنظر معسرا) أي أخر مطالبته. (أو وضع) أي حط. (له) أي لأجله أو عنه. (أظله الله) من حر الشمس التي تدنو من العباد قدر ميل. (الله يوم القيامة تحت ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله) ففيه غاية التشريف وقد تقدم عدة من يظلهم الله تحت ظله وأنها تسعة وثمانون خصلة.
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 4:39 am | المشاركة رقم: | ||||||||||
شاعرالحب الحزين
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها * فضل العلم الحمد لله فاطر الأرض والسماوات.. الذي خلق كل شيء فأبدعه، وجعله دلائل علي ربوبيته وآيات.. وأجرى البحار والأنهار وأرسي الجبال الشامخات.. وزيّن السماء بالكواكب وجعلها حفظاً من مسترقي السمع، فأرسل عليهم الشهب الخاطفات.. وجعل الشمس والقمر آيتين من آياته الباهرات.. وجعل كسوفهما وخسوفهما على العباد من الإبتلائات.. وأنزل الكتاب فيه الآيات الواضحات.. وأرسل أفضل البشر بالبشارات والنذارات، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليمات.. وأصطفى له خير صحبة تمسّكوا بسنته وصاروا على نهجه، وكان لهم أسمى الصفات والأخلاقيات.. وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها، ورزقهم النصر والفتوحات.. أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.. ثم أما بعد إخوتي الكرام، عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع » ، وعنه صلى الله عليه وسلم « أنه دعا لابن عباس رضي الله عنهما، فقال: اللهم فقّهُّ في الدين وعلمه التأويل » وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر ». وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « طلب العلم فريضة على كل مسلم »، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « العلم عِلْمان، علم في القلب فذاك العلم النافع، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم ». « وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه، وعن ابن عمر أيضاً قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « يحمل من هذا العلم من كل خلف عُدُولُه ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين » حديث حسن لغيره. وعن حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت معاوية رضي الله عنه وأرضاه خطيباً يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « من يرد الله به خيراً يفقه في الدين » مفهوم المخالفة أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقه في الدين . وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه: "تعلّموا العلم وعلّموه الناس، وتعلّموا له الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه". وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصيته للكميل قال: "العلم خير من المال؛ العلم يحرسك و أنت تحرس المال، والعلم حاكم والمال محكوم عليه، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق. العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد سلم في الإسلام سلمة لا يسد". وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه: "أُغدُ عالماً أو متعلماً، ولا تغدوا بين ذلك" أو قال "كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالثة فتهلك". وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه: "تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والدين عند الأخلاق، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم، و ينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر، حتى الحيتان في البحر وهوام وسباع البر وأنعامه، والسماء ونجومها. ولأن العلم حياة القلوب من العمى، ونور الأبصار من الظلم، وقوة الأبدان من الضعف، يبلغ به العبد منازل الأحرار، ومجالسة الملوك، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة، والفكر به يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام به يطاع الله عز وجل، ويعبد به الله جل وعلا، وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام، إمام العمل؛ والعمل تابع له، يُلْهَمُه السعداء ويُحْرَمُهُ الأشقياء". و قال أيضاً رضي الله عنه وأرضاه: "العالم والمتعلم في الأجر سواء، وسائر الناس همج لا خير فيهم"، فأربأ بنفسك -أخي- وكن عالماً أو متعلماً. قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه: "مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها". قال فضيل بن غزوان رحمه الله: "كنا نجلس أنا وابن شبرمة وأناس نتذاكر الفقه، ربما لم نقم حتى نسمع النداء" أي نداء صلاة الفجر. قال الإمام أحمد: "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام و الشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين في حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه". العلماء هم السادة وهم القادة الأخلاء وهم منارات الأرض، العلماء ورثة الأنبياء وهم خيار الناس المراد بهم خيراً، المستَغْفَرِ لهم. عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ». وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه مرّ بأناس يتشاغلون بالتجارة فقال: "أنتم هنا، وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم في المساجد؟!" ذهبوا فوجدوا حلق العلم وحلق الذكر. وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم »، ويا لها من مكانة!! العالم يأخذ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يفرق بين النبي وبين العالم إلا درجة النبوة. وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية » بالتفقه في الدين. و قال صلى الله عليه وسلم: « إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في حجرها وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس الخير ». والعلماء هم أخشى الناس لله، وهم أعبد الناس لله تعالى؛ قال تعالى مادحاً إياهم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } أي الخشية كل الخشية في قلوب العلماء الذين تعلّموا العلم وصدَقوه عملاً لله جل وعلا. قال ابن مسعود: "كفى بخشية الله علماً، وكفى بالأغترار لله جهلاً". وقيل للشعبي: "يا عالم"، قال: "أنظروا ما تقولون؛ إنما العالم من يخشى الله". وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه: "لكل شيء عماد، وعماد هذا الدين الفقه، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد". وقال علي بن أبي طالب: :"العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته، وجميل الثناء بعد وفاته، وهل بعد هذا من خَلَف!!". وقال المزني: روي عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: "إن الشياطين قالوا لإبليس: يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد، والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه؟ قال: أنطلقوا، فأنطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا: نريد أن نسألك، فقال إبليس: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبَّد لله بالجهل فقال: لا أدري، فقالوا: أترونه كفر في ساعة؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم، فقالوا: نريد أن نسألك، فقال: سلوا، فقالوا: هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة؟ فقالوا: نعم! قالوا: كيف؟ فقال: يقول كن، فيكون! فقال إبليس: أترون هذا أم العابد؟؟ العابد لا يعدوا نفسه، وهذا -أي العالم- يفسد على عالمَ كثيرة -أي بتعليمه للناس". والعلماء أخي الكريم، هم الأعلام على طريق الهدى، وهم كالنجوم يُهتدى بهم؛ وقد قال تعالى { وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ }. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلماء: « فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب »، وشتان، شتان بين القمر وسائر الكواكب. قال أبو الدرداء: "مثل العالم في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها"، والجهّال في ظلمة لم يستضيئوا بنور العلم ولا بنور العلماء. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه عنهم -الجهّال-: "يميلون مع كل راع لم يتضيئوا بنور العلم" أي لم يحصل لهم من العلم نور يفرّقون به بين الحق والباطل لعدم متابعتهم للعلماء، وعدم تعلمهم منهم العلم. والعلماء -أخي الكريم- هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال علي بن أبي طالب: "محبة العالم دين يُدان به"؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه، والعمل بذلك دين يدان به؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته. والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة، أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم، بل الغبطة تكون على هؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: « لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها »، فيحد المرء بإحسانه إلى الناس بالعلم والمال. رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه. وروى أحمد و الترمذي عن أبي كبشة الناري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً و علماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقه، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا، ورجل آتاه الله علمه ولم يؤته مالاً، فهو يقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيّته، وهما في الأجر سواء ». قال إبراهيم بن أدهم: "لو علِم الملوك ما نحن فيه من لذيذ العيش لجالدونا عليه بالسيوف". وقال ابن الجوزي: "والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة". روى مسلم أن نافع بن الحارث أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو بعفسان، وكان قد أستعمله على أهل مكة فقال له: "من أستخلفت على أهل الوادي؟" فقال: "أستخلفت عليه بن أبجه" فقال: "من ابن ابجه؟" قال: "رجل من موالينا"، فقال عمر: "أستخلفت عليهم مولى؟" فقال: "إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض" فقال عمر: "ألا إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: « إن الله يرفع بهذا العلم أقواماً ويضع به آخرين »". وقال سفيان بن عيينة: "أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده، وهم الأنبياء والعلماء". وقف الزهري على عبد الملك بن مروان فقال له: "من أين قدمت؟" قال: "قدمت من مكة"، قال: "ومن خلفت يسودها؟" قال: "عطاء بن أبي رباح" فقال: "أمن العرب هو أم من الموالي؟" قال: "من الموالي" قال: "فبمَ سادهم؟" قال: "بالديانة والرواية"، ثم سأله عن اليمن ومصر والشام وأهل الجزيرة والبصرة، وهو يذكر له السادة، ويسأله من العرب هم أم من الموالي، فيقول "من الموالي"، فذكر طاووس بن كيسان ويزيد بن أبي حبيب والحسن البصري، ثم ساله عن الكوفة فقال "إبراهيم النخي، أمن العرب هو؟" قال "نعم من العرب" فقال عبد الملك: "ويلك! فرذجت عني، والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد"، فقال له: "يا أمير المؤمنيين، إنما هو دين من حفظه ساد". حقاً!! "إنما هو دين من حفظه ساد".. و يا له من دين لو أن له رجال.. ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ....... على الهدى لمن استهدى أدلاّء وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه ....... والجــاهــلون لأهل العلم أعداء ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً ....... الناس موتى وأهل العلم أحيـاء "الناس موتى وأهل العلم أحياء"
| ||||||||||
الإثنين يناير 16, 2012 3:37 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||
::أُعانقُ وَجهَكِ الوضَّاءَ في صَمتى:: وأبكي حينَ لايأتي
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها أخى الرائع الذهب العتيق احييك وبشده على هذا الملف الرائع الذى يحتوى على العديد من الفضائل التى نجهل الكثير منها فلايسعنى غير الدعاء لك ان يجعله الله بميزان حسناتك ودعاء موصول ايضا للأدمن على مشاركته الطيبه بهذا الموضوع القيم بارك الله فيكما ورزقكما جنة عرضها السموات والأرض اعدت للمتقين
| ||||||||||
السبت مارس 31, 2012 6:54 pm | المشاركة رقم: | |||||||||||
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها :( :?: فضل الشكر حثنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقدم كلمة الشكر لمن صنع إلينا معروفًا؛ فنقول له: جزاك الله خيرًا. قال الله صلى الله عليه وسلم: (من صُنِع إليه معروف، فقال لفاعله: جزاك الله خيرًا، فقد أَبْلَغَ في الثناء) [الترمذي والنسائي]. فضل الشكر: إذا تحلى المسلم بخلق الشكر والحمد لربه، فإنه يضمن بذلك المزيد من نعم الله في الدنيا، ويفوز برضوانه وجناته، ويأمن عذابه في الآخرة، قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} [إبراهيم: 7] ما هو الشكر؟ الشكر هو المجازاة على الإحسان، والثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان. شكر الأنبياء: كان الشكر خلقًا لازمًا لأنبياء الله -صلوات الله عليهم-، يقول الله -تعالى- عن إبراهيم -عليه السلام-: {إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين. شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}. [النحل: 120-121]. ووصف الله -عز وجل- نوحًا -عليه السلام- بأنه شاكر، فقال: {ذرية من حملنا مع نوح إنه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3]. وقال الله تعالى عن سليمان -عليه السلام-: {قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} [النمل: 40]. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الشكر لربه، وقد علَّمنا أن نقول بعد كل صلاة: (اللهم أعنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) [أبو داود والنسائي].
| |||||||||||
الإثنين يوليو 16, 2012 3:55 pm | المشاركة رقم: | ||||||||||
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها كم نحن مقصرون !! غفر الله لنا واعاننا واياك ع الخير بوركت اخونا الكريم الذهب العتيق وجزيت خيرا نفعنا الله بما طرحت واساله سبحانه الاجـر والثواب للاخ ادمـن لمشاركته القيمة في ميزان حسناتكم عنان السماء
| ||||||||||
الثلاثاء يوليو 24, 2012 1:45 am | المشاركة رقم: | |||||||||
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها شكر وتقدير على ماخط قلمك من كلمات ثاميه المعنى وجعلها فى ميزان حسناتك
| |||||||||
الأحد يناير 27, 2013 5:31 am | المشاركة رقم: | ||||||||
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها جزاكم الله خيرا اخى الفاضل
| ||||||||
الإثنين نوفمبر 16, 2015 7:24 pm | المشاركة رقم: | ||||||||
| موضوع: رد: فضائل ولكن نجهلها فضائل ولكن نجهلها وعند الموت كربتى وفى القبر وحدتى وفى اللحد وحشتى واذا نشرت للحساب بين يديك فارحم ذل موقفى اللهم امين |
توقيع : elbasha sherif |
_________________ |
الإشارات المرجعية |