حاولت الهروب منها بشتى الطرق
انتقلت من مكان إلى مكان هروباً من الدنيا
وحاولت أن أبتعد عنها فلم استطع

كم تمنيت أن تتمثل الدنيا أمامي حتى أصارحها
فأقتلها، فأكون قد تخلصت منها
وأخرجتها من قلبي .

وبينما كنت أجلس وحدي، تمثلت الدنيا أمامي!!

قالت الدنيا: ماذا تريد يا أمةَ الله ؟ ها أنا ذا أمامك
قلت وأنا متأسفه:إنه ليحزنني أنني أحبك، وأهواك
ولا أستطيع أن أتركك

.الدنيا: إن هذا لشعور طبيعي، ومن ادعى أنه لا يحبني فهو
كاذب، فأنا من خلق الله تعالى، وأنا محبوبة إلى النفوس.

: وكيف تقولين إن هذا شعور طبيعي ؟.
الدنيا: نعم إنه لشعور طبيعي، ولكن الخطأ الذي يقع فيه
أكثر الناس أنهم يقدمون أمري على أمر الآخرة .

:وهل أنا منهم ؟!
الدنيا:نعم، ولكن فيك صفات طيبة.

:وكيف أعرف حقيقتك ؟!
الدنيا: من قول الرسول صلى الله عليه وسلم
" الدنيا حلوة خضرة " فقد وصفني
النبي صلى الله عليه وسلم بأني حلوة خضرة،
ولكني بالنسبة للمؤمن سجن له لقوله عليه السلام
" الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر " .

ولكني أعرف بعض المؤمنين يعيشوون في نعيم ورفاهية ؟!
الدنيا: ليس المراد بالسجن هو السجن الحديدي الذي تفهميه
وإنما هو التقييد بما أمر الله،
وما السجن إلا قيد، ولهذا قال محمد بن السماك – رحمه الله –
"يا ابن آدم أنت في حبس منذ كنت، أنت محبوس في الصلب
، ثم في البطن، ثم في القماط ، ثم في المكتب،
ثم تصير محبوساً في الكد على العيال، فأطلب لنفسك الراحة
بعد الموت حتى لا تكون في الحبس أيضاً ".

: الله إنه لمعنى أدبي جميل، لقد فهمت الآن
و لكن ما سبب تسميتك بالدنيا؟
الدنيا: لو علم الناس معنى اسمي لما فتنتهم زينتي،
إن اسمي له معنيان:
من الدنو: أي قريبة إلى الزوال والانتهاء .
ومن الدناءة: أي القبح إذا ما قارنتني بالآخرة .

:وكيف أتعامل معك حتى لا أفتن ؟!
الدنيا:إن هذا السؤال خطير،تجعلني أبوح بسر من أسراري،
لأني أصطاد الناس أحياناً بالأموال، وأحياناً بالنساء،
وأحياناً بالمناصب، وكل ذلك من زينتي، والزينة من صفاتها
أنها مؤقتة وهل رأيتى يوماً زينة عرس دائمة ؟
أو زينة عروس دائمة ؟

:قلت (بشدة) يا دنيا أجيبي عن سؤالي ولا تبتعدي ،
فكيف أتعامل معك ولا أفتن ؟

الدنيا:مهلاً يا صاحبتي فلا تتعجلى علي .
- ثم قالت: أهم صفة ينبغي أن تتوفر في الذي يتعامل معي هي:" اليقظة والفطانة ".
فأنا حاضرة الملذات، وحاضرة الشهوات، فمن جعلني معبراً للآخرة
فهو الناجي
ومن جعلني مستقراً فهو الخاسر
، فأنا دار بلاغ ولست بدار متاع

: إذن سوف أعتزلك تماماً حتى أنجو .
الدنيا:ليس هذا الذي أردت، ولكن ينبغي أن تتعاملى معي بحذر
وكلما فتح لكى باب من الدنيا
افتحى أنتى باباً للآخرة ، حتى لا تنسى نصيبك منها،
وتعيشين متزينه كما أمرك الله تعالى .

: ولكني أخاف .
الدنيا:لا تخافى وأفهمى كيف تتعاملين مع زينتي،
ولا تكونى كما قال ابن مسعود – رضي الله عنه.

: وماذا قال ابن مسعود – رضي الله عنه؟
الدنيا: قال:"لا ألفين أحدكم جيفة ليل، قطرب نهار ".

: ومامعنى قطرب نهار؟
الدنيا: أي: هي الدويبة التي تجلس هنا ساعة وهنا ساعة
فلا تستريح نهارها سعياً،
وهكذا بعض الناس يتحرك في أمر دنياه ليل نهار،
ولا يفكر في أمر الآخرة .
"فإبن آدم مسكين لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة".

: وبماذا توصيني ؟
الدنيا: أوصيكى بتذكر قول الله تعالى دائماً:"
وأضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء
فختلط به نبات الأرض فأصبح هشيماً تذروه الرياح
وكان الله على كل شيء مقتدراً ".

وإن كنت تحذري منى مرة فاحذرى منى بعد اليوم ألف مرة .

:لا أظن أنك ستفتينني بعدما تصارحنا ؟ !

الدنيا: " قالوا للغراب مالك تسرق الصابون ؟ قال: الأذى طبعي" .

وأنا أقول لكى إن الفتنة طبعي، فأحذرى أن تكونى من عشاق الدنيا .

وأحذر ىأن تكونى جيفة ليل قطرب نهار،

ثم اختفت الدنيا فجأة .

فأخذت أناديها ...يا دنيا... يا دينا... فلمفلم تجب

ثم انكست رأسى وقلت

الحمد لله الذي وفقني لفهم حقيقة الدنيا

إذا كنـت أعلــم علماً يقينـاً بأن جميع حياتي كساعة .

فلـــم لا أكــون ضنينـةَّ بهـا وأجعلها في صلاح وطاعة .

اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا.. ولا مبلغ علمنا..

ولا إلى النار مصيرنا

اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا
ولا إلى النار مصيرنا
اللهم اغفر ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا انك انت الغفور الرحيم
اللهم أحييني حياة طيبة سعيدة مباركة ما أحييتني
وتوفني مسلمةَ وأدخلني برحمتك الجنة بغير حساب
بارك الله فيك أخى الفاضل الذهب العتيق
وجعله المولى في ميزان حسناتك وحسنات كل من يشاهده
ويستفاد منه

اخى الذهب العتيق

رائعة اخرى تنضم لروائع اعمالك

تقبل مرورى المتواضع

حنين

فارس



اخوتى فى الله


بارك الله فيكم وعلى اضافتكم الغالية

لا حرمت تواجدكم على ضفاف متصفحى

تقديرى