بسم الله الرحمن الرحيم
هل عورتنا مخفية ام ظاهرة يوم البعث والحشر بقوله تعالى
لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
   
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك
في عبادك الصالحين وأخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفه
والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القروبات
واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له
وان محمدا عبده ورسوله "ونَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ"
عليك افضل الصلاة والسلام اما بعد:-
اخوتي الافاضل تعددت التفاسير في بعثنا يوم الحساب على اننا نقوم عراة وسؤاتنا ظاهر للعيان من ذكر او انثى  
وهذا التفسير لايمكن الجزم به الا بعد تفحص وتمعن في ايات الله بكتابه والذي هو تبيانا لكل شىء ولنعرف حقيقة هذا
الامر  فلا بد من تناول المسالة من خلال الطور الذي كان عليه ابونا ادم وامنا  حواء الاحسن تقويم (خلقناكم  اول مرة )  
وبقوله تعالى
{ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا }
فالاطوار والمراحل التي مروا بها وهي كالاتي
1)مرحلة ما قبل الاكل من الشجرة
طورالانسان الاحسن تقويم  المتمثل بادم وحواء =  لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ (سورة التين)
2)طور النشاة الاولى وفيه تحول ادم وحواء بعد اكلهم من الشجرة من الاحسن تقويم
الى النشاة الاولى فبدت سؤاتهما والتي جاءت منه البشرية
قال تعالى
{ فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ } (سورة طه)
اذن البشرية لاتعرف حقيقة طور  الخلق الاول مرة  (الاحسن تقويم)فقط يعلمها ادم وحواء
اما لماذا لم تتضح في كتب التفسير هذا الامر فقد بينتها بايجاز في مواضيع سابقة وقلت فيها
   
وجود خطأ في تفسير الايتين { وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا } (سورة الكهف 48) { وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } (سورة الأَنعام 94) حيث قال علمائنا بخصوص جئتمونا اول مرة على اننا ناتي كحال يوم ولدنا من بطون امهاتنا وهذا الحال معلوم لدينا ولكن هذا التفسير سوف نعلم انه منقوص وليس كذلك ففي قوله تعالى { وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ } (سورة الواقعة 61 - 62) وتبين هذه الاية اننا نعلم خلقتنا التي كنا عليها في الدنيا وبمسمى ولقد علمتم النشاة الاولى اما النشاة في الاخرة فقال عنها الله وننشئكم فيما لا تعلمون اي اننا حقيقة ومن الله الاخبار لا نعلم بطبيعة خلقنا وعليه يكون تفسيرنا للاية لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ خطا بان نقول على اننا ناتي كحال يوم ولدنا من بطون امهاتنا لان هذه الخلقه معلومه والله يقول ننشاكم فيما لا تعلمون وتفسير الاية اننا سوف ناتي فرادى على شاكلة ابونا ادم بخلقة الاحسن تقويم بقوله كما خلقناكم اول مره اي على خلقة ادم الاحسن تقويم التي لا نعلمها وهذه تفهموها من الاية في قوله تعالى { مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا } (سورة نوح 13 - 14) حيث ادم قبل اكله من الشجرة كان على خلق طور الاحسن تقويم قبل اكله من الشجرة فلما اكل من الشجرة هو وحواء تحولت خلقته من الاحسن تقويم الى خلقة النشاة الاولى والتي نعلمها نحن لان البشرية كلها جاءت من الطور الثاني النشاة الاولى بعد الاكل من الشجرة وسوف نرجع على هذه الخلقة التي لا نعلمها كخلق اول مرة اي مثل خلقة ادم وحواء الاحسن تقويم لا تغوط او تمخط والاجسام لا تبلى هذا هو التفسير ومن القران الكريم لحقيقة يغفل عنها الكثير لاننا نتبع الاحاديث التي تفسيرها خاطىء ولا نتبع فهم القران بالرجوع الى معجم اللغة العربية لفهم معناه وهذا ما كان علية الرسول والصحابه من فهم
في اللغة العربيه تغنيهم عن الاخذ باي حديث
وبعد هذا الشرح اتي الى حقيقة بعثنا في الاخرة بعورة مخفيه ام ظاهرة
اقول بعد التوكل على الله سبحانه ان علماء التفسير  بعضهم قالوا حين بدت سؤاة ادم وحواء بعد اكلهم من الشجرة كان هنالك عليهم لباس وهو مذكور في القران فنزع عنه هذا اللباس وبدت سؤاتهم  وفي هذا التفسير ان خلقة ادم وحواء بقت على حالها والذي حصل فقط نزع اللباس منهما واستندوا في تفسيرهم على الاية
{ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا
سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ }
(سورة الأَعراف 27)
   
وخلاصة التفسير الاول خلقة ادم وحواء هي نفسها = نزع اللباس عنهم وبدت سؤاتهما
اما التفسير الثاني من قال بعموم المسالة ولم يتطرقوا الى مسالة الطور الذي كان عليه ابونا ادم وحواء  وتحوله الى طور
اخر فقط اشاروا الى ان عورة ادم وحواء كانتا مخفيتان بطبيعتهما فبدت سؤاتهما بعد اكلهم من الشجرة
وخلاصة التفسير الثاني تغير خلقة ادم وحواء بدون الاشارة الى الطور الذي كانا عليه قبل الاكل وهو الاحسن تقويم  
وما حصل لهما من طور جديد النشاة الاولى  بعد الاكل من الشجرة
وكلا التعريفين بهما وجه من الصحة ولكن ليس هو التفسير الصحيح والشمولي  وتبين الاية التالية
حقيقة التغير  في الخلق
{ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ }
(سورة الواقعة )
من هذه الاية تبين لنا اننا سنبعث خلقا اخر ليست هي النشاة الاولى واشار القران الكريم الى حقيقة النشاة التي سوف ناتي عليها و لا نعلم شاكلتها سوى  ابونا ادم وحواء بقوله تعالى
{ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } (سورة الكهف 48)
اذن التفسير الاول الذي قال بدت سؤاتهما بنزع لباسهما اي ادم وحواء ليس صحيح لان الخلقة على تفسيرهم بقت
بدون تغير وتنفيها الايات اعلاه  واما التفسير الثاني والذي لم يذكروا فيها الطور الذي كان عليه ابونا ادم صحيح
لان راعوا فيها ان العورة كانت مخفية بطبيعتها  وهذا ما وافقته الايات اعلاه على عودتنا الى الخلقة الاولى الاحسن
تقويم والتي تكون فيها العورة مخفية اذن بعثنا في الاخرة عراة صحيح بدون ملبس ولكن سؤاتنا من ذكر وانثى مخفيه
وبعد دخولنا الجنة التي وعد فيها المتقون  
سوف نتمتع بمزايا الخلق الاحسن تقويم َ ببدن لا يبلى لا تغوط ولا تمخط كما قالها رسولنا الاكرم
ولاتَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ولَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى
والحمد لله رب العالمين
المصدر بقلمي
   

الموضوع . الاصلى : هل عورتنا مخفية ام ظاهرة يوم البعث والحشر المصدر : منتديات نور الاسلام الكاتب:2riadh