مرحباً بكم إلى منتديات نور الاسلام . | |||||
مرحبا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى.. |
|
الجمعة يناير 08, 2016 1:20 am | المشاركة رقم: | |||||||||||
::العميد:: مستشار عام الموقع
| موضوع: اعرف دينك اعرف دينك 4 المرجع لتلك السلسلة من المقالات الهامة للغاية : من " موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية " ((( 4 ))) اعرف دينك هل انتشرالاسلام بحدالسيف انتشار الإسلام بين الدعوة والقوة يعتقد بعض المستشرقين وبعض من لم تتح لهم الفرصة للتعمق في الدراسات الإسلامية ، أن القوة كانت عاملا مهما في انتشار الإسلام ، ويتخذون من الحروب التي حدثت في حياء الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته دليلا على ذلك ، على أن على المسلمين أن يلجئوا للسلم إذا أوقف أعداء الإسلام عدوانهم ، قال تعالى : " وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله " سورة الأنفال الآية 61 . وقال : " فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا " . سورة النساء الآية 90 . وقد سار الرسول على هدى هاتين الآيتين الكريمتين ، فنراه يخرج لملاقاة الروم عندما بلغه أن جموعهم تجمعت على أطراف الجزيرة وأنها تريد الهجوم ، فلما وصل إلى تبوك ووجد أن جيوش الروم تراجعت لم يفكر في مهاجمة الروم ، وإنما عاد أدراجه إلى المدينة . علاقة الحالة الاقتصادية بالحروب : بقي موضوع نحب أن نحققه بإنصاف وعمق ، وهو مكانة الناحية الاقتصادية في الفتوح ، وقد اهتم بهذه الناحية كثير من الباحثين ، وعدها بعضهم العامل الرئيسي في التوسع الذي قام به العرب ، يقول : ( Thomas Arnoldإن العرب شعب نشيط فعال ، دفعته يد الجوع والحاجة إلى ترك صحاريه القاحلة ، واجتياح الأراضي الغنية المجاورة المترفهة . Prcaching of Islam p) عقيدة الشيعة ص 17 . ويقول دوايت دونلدش : ونشك في الحقيقة فيما إذا كان الحماس الديني وحده كافيا لحملهم على القيام بهذه الغزوات الواسعة على البلاد المجاورة ، ويبدو أنهم واصلوا اندفاعهم بسبب الحاجة الاقتصادية الشديدة. ويقول : Stanley - lane - Pooleإننا لا نستطيع أن ننكر أن ثروة الأكاسرة والقياصرة ، والأراضي الخصبة ، والمدن العامرة ، في الممالك المجاورة كانت عاملا كبيرا في تحمس المسلمين لنشر الإسلام . Arabs in Spain p ( 4 ) . 199 - 195 . ) * ( History of The Arabs vol . lهل هذا الكلام صحيح ؟ ويقول الدكتور فيليب: حتى إن الحاجة المادية هي التي دفعت بمعاشر البدو - وأكثر جيوش المسلمين منهم – إلى ما وراء تخوم البادية الفقراء ، إلى مواطن الخصب في بلدان الشمال ، ولئن كانت الآخرة أو شوق البعض إلى بلوغ جنة النعيم قد حبب لهم الوغى ، فإن ابتغاء الكثيرين حياة الهناء والبذخ في أحضان المدنية التي ازدهر بها الهلال الخصيب كان الدافع الذي حبب لهم القتال . وهل كان البدوي تواقا إلى حياة الهناء والبذخ ؟ وهل كان ذلك هو الدافع لهذا البدوي ليخرج قاصدا القضاء على أكبر إمبراطوريتين عرفهما تاريخ العالم في ذلك الوقت ؟ نحب أن نقرر أن فكرة ربط الدعوة الإسلامية بالرغبة في الحصول على المال قديمة جدا ، بدأت مع بدء الإسلام ، واتهم بها محمد صلى الله عليه وسلم نفسه قبل أن يتهم بها هؤلاء المستشرقون معاشر البدو بمدة طويلة ، ووجدت أدلة كثيرة تقوض هذه التهمة ، ولكنها مع ذلك لا تزال حية . ابن هشام ج 1 ص 170 . لقد اتهمت قريش محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه طالب مال وعرضت عليه أعز ثرواتها ، ولكنه صاح فيهم : " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه " . وافتقر محمدصلى الله عليه وسلم بعد غنى ، وافتقر أبو بكر بعد غنى ، وافتقر عمر الذي آل له السلطان على الإمبراطوريتين ، وظل يعيش في تقشف ظاهر ، وافتقر عثمان بعد غنى عظيم ، ومع هذا بقيت التهمة بأن المسلمين حاربوا لأنهم كانوا طلاب مال وثراء ! ! وعند البدء في غزو فارس برزت هذه التهمة في عقل رستم قائد الفرس ، وظن أنه يستطيع أن يرضي هؤلاء البدو بحفنات من ذهب الفرس وينجو من قتالهم ، فطلب من سعد بن أبي وقاص أن يوجه إليه بعض أصحابه ، فوجه إليه المغيرة بن شعبة . فقال له رستم : لقد علمت أنه لم يحملكم على ما أنتم عليه إلا ضيق المعاش وشدة الجهد ، ونحن نعطيكم ما تشبعون به ونصرفكم ببعض ما تحبون. البلاذري : فتوح البلدان ص 264 . والعجيب أن الدكتور حتى يذكر هذه القصة حجة لدعواه ، وينسى أن رأي رستم لا يمكن أن يكون دليلا على المسلمين ، وينسى كذلك باقي الرواية حيث سخر المغيرة من رستم ومن ماله ، وحيث صاح به بألا مناص من واحدة من ثلاث : الإسلام أو الجزية أو القتال . والذي ظنه رستم ظنه فيما بعده ملك الصين عندما زحف قتيبة بن مسلم على هذه الأصقاع ، وأناب عنه هبيرة الكلابي لمقابلة ذلك الملك بناء على طلبه ، فقال له الملك : قل لصاحبك ( يقصد قتيبة ) : إني عرفت حرصه وقلة أصحابه ، فلينصرف وإلا بعثت إليه من يهلكه . فصاح هبيرة : كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون ؟ وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك ؟ أما تخويفك إيانا بالموت فإن لنا آجالا إذا حضرت فأكرمها القتل ، فلسنا نكرهه أو نخافه . إذا فهذه التهمة قديمة ، وردها أيضا قديم كما ترى . . . على أننا لا نحاول أن ننكر أن بين المحاربين العرب من كان يحب المال أو يسعى إليه ، ولكن الذي ننكره بقوة وإيمان هو أن يكون الدافع لهذه الحروب هو المال ، ومعنى الدافع هو القوة التي ترسم الخطط وتوجه ، وهو كذلك الاحساس الداخلي الذي يحث المحاربين على العمل لتحقيق الأهداف التي رسمت لهم ، هذا الدافع كان إسلاميا صرفا ، وإذ جاء المال فهو تابع له ولم يكن قط هدفا لذاته ، ونضع الأدلة لإبراز هذا الرأي : أولا - صارع المسلمون الشرك في قلب الجزيرة العربية أكثر من عشرين عاما سقط خلالها آلاف من خيرة المسلمين في الغزوات وحروب المرتدين والمتنبئين ومانعي الزكاة ، وكانت كل هذه الحروب تدور في البادية القفراء كما سماها الدكتور حتى ، بعيدة عن الأطماع في الأرض التي سماها مواطن الخصب بالشمال. فما الدافع لكل هذه الضحايا ؟ أضف إلى ذلك أن المسلمين طالما حاولوا الانتصار دون حرب ودون غنائم كل حصل في فتح مكة ، وطالما حصلوا على غنائم ثم ردوها لأصحابها بعد إسلامهم كما حصل في غزوة حنين والطائف . ثانيا - أي مال كان يمكن أن يتطلع إليه المسلمون والوصول إليه محفوف بالمخاطر ؟ وقد سبق أن أوردنا أن عمر بن الخطاب حينما دق بابه أحد الصحابة وهو نائم ليلا هب عمر من نومه مذعورا وهو يقول : ما هو ؟ أجاءت غسان ؟ وقد عاش البدو آلاف السنين في هذه الجزيرة القاحلة وكانوا يعرفون الخيرات في الشمال ، ولكن أحلام أحدهم لم تصل إلى أن يطمع أن يدك عروش الملوك ، وأن يجعلها تخضع لسلطان البدو الذين لا سلاح لهم ولا دربة ولا عدد ، في حين كان للروم وللفرس جيوش جرارة وعتاد قوي ونظام كامل . وقد كان العرب لذلك يخافون حرب الروم وقد وقعت بهم الهزيمة في غزوة مؤتة ، وترددوا طويلا عندما دعوا إلى غزوة تبوك ، وقد عبر عبد الرحمن بن عوف عن قوة الروم بقوله : إنها الروم وبنو الأصفر ، عزم حديد وبأس شديد . ثالثا - لقد حافظ المسلمون قبل أن تكتسحهم الأطماع الدخيلة على حياة التقشف والزهد ، وعندما حاصروا حصن بابليون بعد أن فرغوا من الشام وفارس كانوا لا يزالون على بساطتهم وصفائهم ، وقد أرسل لهم المقوقس رسلا ليتعرفوا له أحوالهم ، فعاد الرسل إلى المقوقس وقالوا له : رأينا قوما الموت أحب إليهم من الحياة ، والتواضع أحب إليهم من الرفعة ، وليس لأحد منهم في الدنيا رغبة ولا نهمة ، جلوسهم على التراب ، وأميرهم كواحد منهم ، ما يعرف كبيرهم من صغيرهم ولا السيد فيهم من العبد . . . رابعا - طالت حرب المسلمين مع سكان شمالي إفريقية وامتدت ، وسقط فيها كثير من الضحايا ، وكانت الصحراء القاحلة بها آنذاك أبرز من مواطن الخصب ومن الغياض . خامسا - لقد وقعت معارك عنيفة في داخل صفوف المسلمين ، بدأت بموقعة الجمل واستمرت بعد ذلك ، وسقط آلاف الضحايا في هذه المعارك ، وما كانت تضيف أرضا خصبة ولا هناء ولا بذخا . ما الدافع الحقيقي لهذه الحروب ؟ إنها العقيدة التي رخص من أجلها كل شئ ، إنها الرغبة في الحصول على إحدى الحسنيين ، وهانت من أجل هذا كل تضحية ، لقد كانت هناك أطماع مالية ، ولكن هذه بدأت متأخرة ، وكانت عند من لم يتعمق الإيمان في نفسه ، وكانت على العموم عاملا ثانويا ، ومن ذا الذي يحمل رأسه على يده ويقاتل أقوى جيوش الدمار والفتك لينال من بذخ العيش في أحضان الهلال الخصيب ؟ والتاريخ الإسلامي مملوء بقصص البطولة ، وبهؤلاء الذين نسميهم بالفدائيين الذين يلقون بأنفسهم في مراكز الخطر ليهلكوا وينجو الإسلام وترتفع راية هذا الدين أين المال والرخاء لهؤلاء الشهداء ؟ ويقول : Stanley Lane – Poole إن تحمس العرب للفتوح كان يؤججه عنصر قوي من الرغبة في نشر الدين ، فقد حاربوا لأنهم يقاتلون أعداء الله ورسوله ، وحاربوا لأن مثوبة الشهداء وكئوس السعادة والنعيم كانت تنتظر من يقتلون في سبيل الله . وقد استمرت الحرب دائرة بين الفرس والروم أربعمائة سنة ، وكانت حروب أطماع ودنيا ، فلم يستطع هؤلاء أو هؤلاء أن يحرزوا نصرا مؤزرا ، لسبب واحد هو قلة العقيدة ، فلما هاجمهم البدو بسلاح العقيدة ، فل ذلك السلاح كل سلاح ، وتهاوت جيوش الفرس والروم تحت أقدام المهاجمين .
| |||||||||||
الإشارات المرجعية |