وانتهينا
بقلم
آمال محمود كحيل

(1)

قـد غادرت
كل الأماني ناظـــرينا
وتكسـَّــرت
كل الكؤوس براحتينا
والحب ودع في هدوءٍ
يا حبيبي خافقينا
واستحال الهمس صمتاً
واســتحال القــرب بيناً
واستراحت
من كوابيس التنائي مهجتينا
انتهينا يا صديقي
يا صــــديقي
انتهينا

(2)

الجـراحــات اســتكانت
والعــذابــات اســتنامت
في حنايا مقلتــينا
أصبح الماضي هبـــاء
ابتسـامات اللقـــاء
وارتعاشات البكاء
والحــروف الدافـــئات
والعناق ، والاشــتهاء
والمواثيق القـديمـة ُ
كل ما قـد كـان ولَّى
لا عتـابَ ، ولا ضغينـة
انتهـــينا يـا صــــديقي
يا صـــديقي
انتهينا

(3)

انتهــــينا ، وانتهــت
بقلـوبنا كل الحكــايـا
لم يعد إلا صرير الذكرياتِ
قـــــــذى الخطــــايــا
لا تجـدف في الفـراغ ِ
ولا تحملق في المرايا
لن تـــــرى إلا جلـــيدًا
قد كسا مني الحنــــايا
انتهـــينا يا صــــديقي
يا صـــديقي
انتهينا

(4)

كل ما قرأت عيــونكَ
ذات يوم من قصـــيد
كل ما همسـته شفتي
من عهودٍ أو وعــود
كلها أضحت ســرابًـا
ذكــرياتٍ لن تعــــود
أغـلق الأبـــواب هيا
لا تحاول من جـــديد
مات قلبي جف نبعي
ليس عندي ما تـريد
انتهيـنا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا

(5)

بيننا اتسعت مهـــاوٍ
من جراحاتٍ عميقة
بيننا الأبوابُ مغلقـةٌ
وآمـــــادٌ ســـــحيقة
بيننا ذكــــرى ليـال ٍ
لم أنم فيهـــا دقيقـة
بيننا أســـوار شــكٍ
خلفها اختفت الحقيقة
فابتعـد عني ، وذرني
بين أوهامي العتيقــة
انتهــينا يـا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا

(6)

انتهيـــــنا ، وانتــهى
حلم شغفتُ به طويلا
واختفى وهمٌ أسرني
منذ أيـام الطفـــــولة
أن يكون الحب عنواني الوحيد
شـــاطئًا في راحتيـهِ
ألتقي فــرحي الوليد
لا تفتش عن كلام ٍ كي تقـوله
لا تنقب عن أمـان ٍ مســتحيلة
لن أعود فلا سبيل ولا وسيلة
انتهــينا يا صـــديقي
يا صـــديقي
انتهينا

( يتبع )
(7)

ليس ذنبك يا عـزيزي ربما
ليس ذنبي في الحقيقة إنما
ضــاق قلبي مـن غـــروركَ
مـن تفــاهة حلمـــنا
فانس ما قــد قلــــتَه
يومًا ودعني هـا هنا
وانس ما صــــدقـتُه
من أكاذيب الهـــوى
وانس قلبًــا
بالعــذاب ملأتَه حتى اكتفى
يا غبــــائي
يا سخافة ما أقولُ وما أرى
ما الذي قد قـلتُ عفـــوًا
لن أزيــد كــفى ، كـــفى
انتهــــينا يـــا صــديـقي
يا صـــديقي
انتهينا