(الخامسةعشر)
_الأخيرة_
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أمابعد
أقدم إليكم:
السنن والمبتدعات في شهرشعبان
وكل خيرفي _اتّباع_ من سلف
وكل شرفي_ابتداع_ من خلف
15-تتمة............
***(ومن السنن -الصحيحة- "المشروعة"في شهرشعبان)
5-تتمة.....
(من فضائل وأحكام، شهرشعبان)
خاتمةتلك السلسلة من المقالات أقول:
إنَّ أيَّام عمرنا تتصرَّم، وساعات حياتنا تنقضي،
فقدِّم لنفسِك صالحًا قبلَ حلول ساعة الأجل،
وهذه الغنيمة بين يديك،فلاتتركها
وأن الإنسان إذا ترك مثل تلك الغنيمة السانحة
من صيام التطوع الذي يباعد الله جل جلاله
بين وجهه والنارإذاصام –فقط- "يوماًواحداً" متطوعاً
ولايجعل المسلم نفسه فريسة _للنفس والشيطان_
فإنه إذا-أطاع وانصاع وانقاد- لهذين الخصمين العدوين اللدودين
فالجميع يعلم:
حجم كيد الخصم وحجم كيدالحكم .!
وأعجبني قول البوصيري
عن النفس والشيطان وعن ضرورة
مخالفتهما وعدم الانقياد لجموحهما
والتحذير من مغبة الانصياع والتسليم لهما
في قوله:
وخالف النفس والشيطان واعصهما
وإن هما محَّضاك النصح فاتهمِ
ولا تطع منهما خصماًولا حكماً
فأنت تعرف كيدالخصم والحكم.!
كماأعجبني_أيضاً_ قوله:
مَنْ لي بِرَدّ جماحٍ من غوايتها
كمايًرَدّ جماح الخيل باللُّجًمِ
فلاتَرُمْ بالمعاصي كسرَشهوتها
إن الطعام يقوِّي شهوةَالنَّهِمِ
والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على
حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فاصرف هواهاوحاذرأن تُوَلِّيَه
إن الهوى ماتولّى يُصْمِ أويَصِمِ
وراعهاوهى في الأعمال سائمةً
وإن هى استحلت المرعى فلاتُسِم
كم حسّنَتْ لذّةًللمرءِقاتلة
من حيث لم يدرِأن السُّمّ في الدسم.!
انتهى .
*** وأذكر واحداًمن شاكلة الشاعرالجاهلي:
امرئ القيس الذي استهان بالموت
لأجل حطام دنيا ستفنى -(المُلْك)-فيقول:
بكى صاحبي لماأدرك الدرب دونه
وأيقن أنّالاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك انما
نحاول ملكا او نموت فنعذرا.!
فإذا كان هذاحال رجل جاهلي من أجل حطام الدنيا
فللمسلم المثل الأعلى
في تحمّل مزاولة ومعالجةالطاعات ومقاومة المعاصي
من أجل جنة عرضها السماوات والأرض
فيها ملا عين رأت ولاأذن سمعت
ولا خطرعلى قلب بشر.
فلئنْ كان نهارالصوم طويلاً، والحرُّ شاقًّا،أوكان البردقارصاً
فأنت ترجو الثواب من الرحمن الرحيم في الدنيا
والرَّاحةَ الأبديَّة في جنَّات الخلود.
وأعجبني قول الأول:
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ الْمُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الْأَوْقَاتَ جَهْلاً
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَهْرًا
وَيُخْلِي الْمَوْتُ كُرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الْخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ
فَخَيْرُ ذَوِي الْجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ.
انتهى.
وبهذا تنتهي تلك السلسلة
أسأله جل جلاله
أن ينفع بها قارءها وكاتبها
والله من وراءالقصد
وإلى لقاءفي سلسلة أخرى إن شاء الله تعالى.
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته
تم تحريره قبيل فجريوم الأحد
14من شهرشعبان عام1445هجرية.